مازن السديري
لم يكن مفاجئاً فوز الرئيس الحالي أوباما بولاية ثانية ولكن المفاجأة كانت الفارق الكبير الذي حققه في النتائج الانتخابية، منذ بداية الانتخابات ونتائج استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم الرئيس الحالي وإن كانت المناظرة الرئاسية الأولى قد أثّرت سلباً على الرئيس وبعد ذلك تلافى آثارها بتغيير نوع خطابه وتفوقه في المناظرة الثالثة.
التقدم الكبير الذي فاز به الرئيس بحوالي 60% من مجموع الناخبين بفضل الولايات التي تغير ولاؤها يشير وبرغم النمو المحدود إلى تآكل القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري أكثر من أي شيء آخر، يبدو أن الحزب الذي أخرج أهم رؤساء الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن باستثناء كندي وكلنتون يتضاءل حضوره الشعبي بفضل ركود مفاهيمه.
كان الحزب الجمهوري الذي يفوز بانتخابات الرئاسة أكثر من المجالس التشريعية يتكئ على أساس المجتمع الأبيض أكثر من غريمه فلم يراع الحزب التغيير الديموغرافي وتزايد الهجرة التي بدأت تغير التفكير لدى الجيل الجديد وهم أبناء المحافظين الجمهوريين السابقين ليظهر جيل آخر تستهويه أفكار لم يستطع حزب الآباء استيعابها بترشيح متدين وكان مبشراً في باريس و(بوردو) من طائفة تشرع تعدد الزوجات بمجتمع تتزايد حرية المرأة فيه.
بعكس حزب الشباب الديمقراطي ( أوباما أصغر بحوالي خمسة عشر عاما من نظيره رمني) وكلينتون فجر فكرة أن الرئيس لا ينبغي أن يكون عجوزا ثم انتشرت حول العالم ولكن ينبغي أن يكون ذكيا، أوباما خريج هارفرد وكلينتون من أكسفورد. النجاح الحقيقي للحزب الديمقراطي هو تصويره للحزب الآخر بأنه قديم وعقبة للإصلاح، فمثلا 70% من البطالة في الولايات المتحدة كانت في الولايات الجمهورية، وتصريحات السنتور ( فان) الديمقراطي كانت تصب في هذا الجانب بخصوص غموض الجمهوريين حول تعاونهم مع الرئيس في إقرار الميزانية، الحزب الجمهوري منهك ولا أعتقد أنه سوف يماطل كثيرا مع الرئيس وأتوقع الاتفاق قريبا وإن لم يفعل فسوف تتآكل شعبية الحزب أكثر ويخسر الانتخابات التشريعية القادمة وهو محط صورة العناد والمزايدة أمام الرأي العام.
موضوع: فوز أوباما.. ما الجديد 
الإثنين نوفمبر 12, 2012 5:29 pm
