د.هيا عبد العزيز المنيع
عزيزي القارئ استئذنك بمناقشة قضايا المرأة السعودية رغم انك كما ألمس وتعلن بصوت عال انك تشبعت بقضايا المرأة حتى النخاع، ولكن لا تلمنا فقد غابت شمس المرأة السعودية من سماء مجتمعنا الى درجة ان حقوقها الشرعية وليس الاجتماعية او الحضارية تم طمسها.. وغابت ملفات المرأة وبات استحضارها يحمل الكثير من الاستعطاف والاستجداء كما لو كانت اضافة وليست حقا مسلوبا..
حقها في الإرث غاب بل والبعض كان يعتبر انه من المعيب ان تطالب المرأة بحقها ..! مهرها او صداقها كما يحب بعضنا ان يسميه كثير من الفتيات لا يعلمن مقداره وبالتالي لا يعلمن انه حق شرعي لهن..
نعم هناك آباء يضيفون للمهر من جيوبهم لاسعاد بناتهم ولكن هناك اولياء امور يعتقدون ان من حقهم اقتطاع جزء من المهر لهم..
ايضا هناك من بعتقد ان راتب الزوجة او الابنة حق له وليس لها، منكرين بذلك ذمتها المالية التي كفلها لها الاسلام .. بل ان البعض يعتقد ان المرأة لا تستطيع ان تدير امورها الخاصة وتحديدا المالية وبناء عليه يسحب منها كامل راتبها ويتحكم فيها بكل الاشكال فهو يستخدمه في كافة اموره بما فيها الزواج مرة ثانية ..! مؤكدا غير مرة انهن ناقصات عقل ودين..
ويبقى إنكار حق المرأة في الإرث هو الاكثر شيوعا خاصة في بعض مناطق المملكة حيث تخجل المرأة من المطالبة به، بل وتستنكر عليها الاسرة ذلك وتعتبره تعدياً على حق ذكور الاسرة .. وتزداد ثقافة الرفض والعيب إن كانت الفتاة متزوجة من خارج القبيلة حيث يعتبر المال هنا جزءاً من عملية الانغلاق الاجتماعي وتأكيد ثقافة العنصرية حتى في ما شرعه الله لعباده..
هنا اتساءل أليس من واجب المحاكم وهي بيوت العدل ومؤسسات حماية الضعفاء في حال كتابة الوكالات من الاناث للذكور توعيتهن بحقوقهن وتوعيتهن بما يترتب على تلك الوكالة وبما يستطيع ان يقوم به الوكيل مع المطالبة الصريحة بحصر الارث والتأكد من معرفة الاناث بهذا الحصر وحقهن فيه وفق المنظور الشرعي؟ لان كثيرا من النساء لا يعرفن حقوقهن ويزداد الالم حين تكون تلك المرأة محتاجة وتحرم هي وابناؤها من حقهم الشرعي بأي حجة ..، ولعل تدخل المحاكم بتوعية النساء بحقوقهن وتذكير الرجال بمسؤوليتهم يكون سببا في الحد من تلك المشكلة خاصة كما اسلفت في بعض مناطق المملكة واكثر في حال فقر المرأة وتزايد احتياجها مع تأكيدي ان ذلك حق لها في كل الاحوال ولكن تشعر بالمرارة حين ترى سيدة تنتظر الصدقات بينما إخوتها ينعمون وابناؤهم بمالها ..!
وأين في بلد يؤكد رجاله أن المرأة درة مكنونة وان كافة امورها تدار بما يرضي الله ويحقق شريعته.. الامر لا يعمم بل هناك رجال تقتطع من مالها الخاص لدعم نساء الاسرة، ومن تربطه صلة قرابة بهن ولكن نطالب فقط بالحقوق ومازاد فكرم من النفوس الكريمة..
في الجانب الآخر على نسائنا تثقيف انفسهن بحقوقهن وعدم الخجل بالمطالبة بها دون صدام مع الاسرة واتوقع من الناشطات في حقوق المرأة ان يتحملن مسؤوليتهن في تثقيفها بحقوقها والاهتمام بالاولويات التي تحتاجها عموم النساء ..
موضوع: حملة توعية 
الإثنين نوفمبر 12, 2012 5:34 pm
