شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قابيل.. ما زال يبحث عن هابيل ليرديه قتيلا!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

قابيل.. ما زال يبحث عن هابيل ليرديه قتيلا!  Empty
مُساهمةموضوع: قابيل.. ما زال يبحث عن هابيل ليرديه قتيلا!    قابيل.. ما زال يبحث عن هابيل ليرديه قتيلا!  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 9:09 pm

د. محمد بن سعود المسعود

في أساطير روما ــ الأخلاقية ــ أن الحق، والباطل سافرا معا، فتاها في صحراء جرداء، قاسية، ضامرة، وحين أوشكا على الموت، تجلت لهما، قرية نائية، بارزة من بين كثبان الرمل، كأنها نبات الصبار!
فقال الباطل للحق، إني سألقي بجسدي تحت ظل هذه الشجرة، وعليك أنت أيها ''الحق'' أن تدخل هذه القرية تستجلب لنا طعامنا!
ولعلم الحق بكسل الباطل، وقلة نفعه في أي خير، دخل القرية، ليستجلب الطعام، إلا أنه لم يجد له نصيبا في أسواقها، فكل شيء منها كان من نصيب الباطل، الراقد هناك تحت ظل الشجرة في كسل بالغ! فقد كان الخبز مخلوطا بالكثير من الأخلاط، وكان اللبن فيه من الماء الكثير، وكانت الفواكه فيها الغش بالمرذول وسوء الكيل، والميزان، فخرج إلى بئر قريبة وعاد إلى الباطل بالماء وحده، حيث لم يكن فيها ''حلال'' غيره!
غضب الباطل من هذا التصنيف البغيض! وعاب على صاحب سفره ''الحق'' هذا العي، وذاك التعنت، ودخل هو القرية مسرعا، خفيف الخطوات، ما لبث ساعة، حتى عاد حاملا، من كل ما فيها!
حين ذاك، لم يمد الحق يده، ليأكل من الطعام الحرام!
قال الباطل له: إنك صاحب سوء. لا تستجلب طعاما، ولا تأكل ممن يستجلبه إليك! وفي ثورة غضب، بعد جدل قصير، وحين نام الحق ليرتاح من عناء المسير، ضربه الباطل ضربة نكراء في قلبه تماما فقتله! وجلس يأكل ما استجلبه من طعام بتلذذ الشيطان حين يفرغ من ضحيته الأولى، وبعد أن فرغ، فكر أن يخفي آثار جريمته، لكي لا يطلبه أحد بدم صاحبه! فوجد أن حرقه، أسهل من دفنه وهكذا.. كان!
أنصار الحق، وأتباعه، ومع طول الزمن، وجدوا أن الأمر مريب، فتتبعوا خط سيره، وحين وصلوا إلى الشجرة، وجدوا ''رماد الحق'' وفي الواقع، كانت البقية الباقية من ذاك الرماد! أما الباطل، فقد انسل من بين القرى، والمدائن سليما لا يعرفه أحد، ولكنه من الممكن أن يكون أي أحد! ومن الممكن أن يكون أيا منا في كل لحظة!
الباقي في الحياة هو ''رماد الحق''!
أسطورة الحق والباطل.. في مجازيتها، وفي توصيفها، وفي يأسها من صلاح الواقع الاجتماعي والإنساني، ويأسها من كثرة الخير فيه! وقلة الشر منه! هي أسطورة تتماثل ''حياة معاشة'' وسلوكا جمعيا، وفكرا ينتظم في هيئات، ومنظمات عالمية! كتلك التي تلتف في تنظيم ''القتل عبر العالم'' وأن لكل ''هابيل'' ثمنا! وأن لكل ضحية أجرا، وأن هذا القتل هو ''حرفة ومهنة''! وقابيل الذي أظهر الله له غرابا تعيسا شقيا مثله، طوعت له نفسه الأمارة بالسوء قتل أخيه فقتله! أصبح نادما! سار على وجهه قد أذلته معصيته، وأخزته جنايته أمام الخلق!
لم يعد بوسعه أن يتعرف عليه أحد، أو يناديه أحد باسمه الذي حمله منذ ساعة الميلاد! خرج إلى حيث يتخطفه الموت فرارا إليه من الخزي، والعذاب الباطني، ووخزات الضمير!
ولكن ذريته! لم تجعل ''القتل حرفة ومهنة'' فقط، بل مدارس متخصصة في ''مهارات القتل القذر''! وكيف تقتل دون أن تترك ما يشي بكونك قاتلا، إن هذا يفسد عليه فرصته في معاودة القتل، لضحية ثانية! القتل بات ممن لا نتوقع منهم فعله! ذاك لأن الباطل قد يكون أي واحد منا في أي وقت؟! الجدار الذي نحتمي به، هو ذاته، وهو وحده، ودون باقي الجدران، الذي يقرر أن يسقط علينا، أن يحرمنا من الحياة، ومن طهر هابيل الذي كان يحمله في قلبه! حين يقتل ''الأب'' ابنته! قبل أن تتفتح على ربيعها السادس! حين يقتل ''ابن'' أمه حرقا! لكونها لم يعد لديها المزيد من المال تعطيه! حين يقتل ''أخ'' أخته ويلقيها عارية أمام الجيران، لكونها رفضت التوقيع على ورقة تنازلها عن ميراث أبيهما! حين يصور القاتل مشاهد قتله، وفي عينيه، سرور طفل! وهو يسمع آخر شهقات الصدر المتحشرجة! على مخارج الحلقوم، التي تموت مع البسملة ومع الشهادة لله! أنه يؤمن به قبل أن يفد عليه ضعيفا عاجزا مظلوما.. ومقتولا! وطفلا مسلوب القوة والحول.
قابيل.. كان أطهر.. والإنسان.. لم يعد.. في يديه.. من الحق.. إلا بقية من رماده المحترق!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
قابيل.. ما زال يبحث عن هابيل ليرديه قتيلا!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من الذي يبحث عن رزقه في الدخان؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى التقنية علوم الحاسب و الإنترنت-
انتقل الى: