شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قطعة فسيفساء ناقصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

قطعة فسيفساء ناقصة  Empty
مُساهمةموضوع: قطعة فسيفساء ناقصة    قطعة فسيفساء ناقصة  Icon_minitimeالسبت نوفمبر 17, 2012 9:15 pm

ريم السعوي

أعرف امرأتين متزوجتين ــــ منذ ما يزيد على 20 عاما ـــ بزوجين مدمني كحول وعاطلين بلا عمل، الأولى تجيد الشكوى والبكاء حتى اليوم!، والثانية تجيد الصمت والبحث الدائم عن مخرج، ظلت الأولى تبكي وتشكي ما استطاعت، أما الثانية فقد تركت زوجها وكحوله منذ عشر سنين انتظرت فيها طلاقا لم يمنحها إياه القاضي بسهولة! وفي السنين العشر أكملت دراستها للثانوية وعملت واشترت بيتا لها ولأولادها، وحققت نجاحا ذاتيا أولا لنفسها ولأبنائها الذين أكملوا تعليمهم بتفوق ونجاح. ولو قارنت بين أبناء الأم الضعيفة والأخرى سأجد الأولى لا تعلمهم سوى الضعف وفي أحسن الحالات تعلمهم الهرب منها، أما الثانية فقد لقنت أبنائها معنى الحياة والإيجابية دون شعارات بل بوضوح أفعالها في حياتها. رغم أن الحالتين قد تعرضتا للظرف القاسي نفسه!
على سيرة الإدمان، كلفت بعملي في الجامعة لتنسيق حملة توعية للإدمان، تمت استضافة أحد المختصين لورشة عمل فكان فيها مساحة من الوقت جيدة استفسرت فيها الطالبات عن علامات الإدمان وكيف اكتشافها فيما لو تقدم لإحداهن عريسا. لا أدري لو كانت هناك إحصائيات حول إدمان العرسان لكن مما أشهده حولي، فالأمر يمكن اعتباره موجود لدرجة كبيرة ومخيفة ومسكوت عنها!
السؤال الذي يشغلني: ما الذي يفعله المجتمع دون وعي منه حين ينجب بناتا على قدر من المسؤولية يفوق أبنائه بحالات كثيرة؟ ما الرسائل التي يمرّرها المجتمع فينفع البنت اكثر من الولد في حين أنه يميل غالبا لمصلحة الولد؟
أما على سيرة الضعف والبكاء والتشكي، فإن العرض الإعلامي الدائم لحال العرب والمسلمين من ضعف ودم وأشلاء، مؤكدا أنه يكرّس صورة ذهنية للضعف أو الاستجداء الدائم الذي لا يولّد سوى التبلد والسلبية أو غريزة الهرب التي كتبت عنها لمياء السويلم في مقالها بمجلة المجلة، فالأم القوية وكذلك الأمة القوية هي التي تمنح وتعطي وتبحث (بنفسها) دائما عن مخرج يمنع من أن تسلب منها قوتها، دون الحاجة للاستجداء من أحد. كما فعلت الهند وغانديّها بالاستعمار البريطاني! وهي الآن تتصدّر الأمم النامية.
إن من أروع السنن الكونية التي سنّها (العادل) في أرضه بأن جعل الاستضعاف والظلم عملية مشتركة ومتبادلة بين طرفيه: الظالم بسطوته والمظلوم بخنوعه. متى ما استيقظ أحدهما زالت سطوة الظلم. هذه ما تعنيه المعادلة القرآنية الخالدة بين الظالم والمظلوم في الآية: "فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين)، بكل بساطة وتعقيد الآية تلوم قوم فرعون إذ أطاعوه حين استخف بهم! وعلى هذا يمكن قياس أصغر القصص وأكبرها.
من الطريف الذي يمكن إسقاطه: ذكريات في طفولتي المسالمة كنت أتعرض فيها لضرب الأولاد من أقربائي عادة يكونون أكبر سنا ممارسين بعضا من سطوتهم الصبيانية على رؤوسنا، لم أكن أبدا أرد الضرب بالضرب، بل أبكي واتجه لأمي شاكية لها، وكانت ـــ حفظها الله لي ـــ دائما تقول: لا تبكي وتشتكي لي، بل اضربيهم كما ضربوك. كنت ألجأ إليها لأني أرى ضحية مثلي قريبتي الأخرى تُضرَب فتذهب أمها وتأخذ لها حقها. المؤكد أن درس أمي أعلى وأعمق من تلك الأم. والمؤكد أيضا أني أكلت علقات كثيرة لأتعلم ذلك العمق!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
قطعة فسيفساء ناقصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى الصور والتصميم (الفتوشوب و الفلاش )-
انتقل الى: