بلدوزرات الجدران القصيرة !

خالد السليمان
أتمنى أن تجد بلدوزرات إزالة التعديات على الأراضي البيضاء التي تطارد ضحايا الصفقات العقارية الوهمية والمزورة نفس الطاقة والهمة والشجاعة لمطاردة المتحايلين الذين استولوا على الأراضي بالحيلة أو باعوها بالتزوير فتهدم قلاعهم على رؤوسهم، لكنها للأسف لا تقوى إلا على هدم الجدران القصيرة!
***
سامح الله آباءنا، فقد كانوا يعايرون الفاشل في دراسته بأن مصيره سيكون لعب الكرة أو الغناء، ولم يتوقعوا أن عقود لاعبي الكرة ستصافح عشرات الملايين مقابل لعب سنوات معدودة، وأن المغنين سيقبضون أيضا الملايين مقابل غناء ساعات معدودة في الحفلات والأعراس!
***
قرار وزارة العمل رفع رسوم تصاريح العمالة الأجنبية من 100 ريال إلى 2400 ريال سنويا قرار غامض، فهو لم يميز بين النشاطات ولا بين المهن، فنشاطات كالمقاولات والصيانة والنظافة على سبيل المثال لن تتحمل مثل هذه الزيادة، أما مهن الأطباء والمهندسين وغيرهم من المتخصصين فإنها مهن تعاني أصلا من حالة العجز وطنيا وبالتالي لا يمكن سعودتها حتى لو أخذنا من الزمن سلفة مقدمة من خريجي المستقبل!
***
مشكلتنا مع القرارات مشكلة.. فالقرارات الإيجابية التي ننتظرها بفارغ الصبر تحبس في أدراج الدراسة حتى يطويها الزمن، والقرارات السلبية تصدر سريعا دون دراسة !
***
اتهم تقرير رعاية الشباب تخفيض بند إعانة نشاطات الأندية والاحتراف بنسبة 50% بأنه كان أحد معوقات تطوير الرياضة، ورغم صحة ذلك على ظاهره إلا أن الحقيقة أن سوء دبرة التصرف بالأموال في القطاع الرياضي هي السبب الحقيقي للتدهور، فالأندية حصلت على أضعاف أضعاف هذه الإعانة من عقود رعاية بمئات الملايين وانتهت إلى البعثرة والضياع والغرق أكثر في دوامة الديون !
***
لا يمكن أن ترتقي وتتطور الرياضة إلا بارتقاء وتطوير العمل الإداري، فلا يمكن أن ينجح الاحتراف بوجود رؤساء أندية هواة شهرة لا يحترفون غير الإثارة الإعلامية والبحث عن الفلاشات !