محمد بن سليمان الأحيدب
وكأن مشكلتنا الأزلية مع الفزعات للأقارب وقفت على التصوير مع اللاعب ميسي وإحداث فوضى في استقباله، هؤلاء الذين تورطوا في الفزعات للأقارب والأصدقاء للتصوير مع اللاعب والدخول لاستقباله كان حظهم سيئا، فوقعوا تحت عدسات كاميرات صحفية وتلفزيونية و(جوالية) متعطشة لتصوير اللاعب الشهير فضحت أمرهم، وحالة الفوضى التي صاحبت الاستقبال لفتت الأنظار لهذا الفساد الصغير المتمثل في استغلال المنصب لتسهيل دخول قريب أو صديق في مناسبة نادرة قد لا تتكرر، لكنه فساد صغير وفرع صغير مقارنة بالفساد الأكبر الذي تفرع منه، وهو استغلال المنصب وتقريب غير المؤهل لأنه قريب وإبعاد المؤهل لأنه غير قريب، وتسهيل مهمة الأقارب في الحصول على المميزات والانتدابات والمنح والرواتب العالية والتعيينات القريبة للمعلمات والفوز بالمقاولات والعقود والصفقات المليارية.
لست مع ما حدث من فوضى في استقبال ميسي، وكنت أتمنى لو أن البندقية لم تتوجه إلى نحره وأن صورتها لم تنتشر وتثر حولها السخرية، لكنني لا أقبل المبالغة في استنكار فزعة موظفي رعاية الشباب أو اتحاد كرة القدم أو الإعلاميين وموظفي الفندق مع أقاربهم، وكأننا لا نعاني من هذه الظاهرة على مستوى فساد أكبر. إذا لم يبق من صور الفساد إلا تسهيل نفوذ الأقارب للتصوير مع ميسي أو كرستيان رونالدو أو غيرهما من المشاهير، فإنني أعدكم أنها صورة ستختفي من تلقاء نفسها، وبحكم تواجد القدوة الحسنة واختفاء الصورة النمطية المحبطة (مؤهلك قريبك) وسيرتك الذاتية (كان أبي).
أتفق مع قاعدة (ما لا يدرك كله لا يترك جله)، وأتمنى أن نتخلص من كل الصور السلبية، وأن يبلغ وطني درجة الكمال، لكنني أتوق إلى جدول الأولويات حتى في ترتيب السلبيات وانتقادها.