محمد أحمد مشاط
هناك من يعتقد بأن الاتحاد الأوروبي متفق على كل شيء. ومن ضمن ذلك الوسائل المالية الواجب اتخاذها من قبل دوله التي تواجه الصعوبات الاقتصادية والمالية ؛ كاليونان وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من دول اليورو. وكون الاتحاد الأوروبي يصل إلى قرارات حاسمة تجاه المشكلات الاقتصادية التي تواجهها دوله لا يعني أنهم يعيشون على قلب رجل واحد.
ألمانيا على سبيل المثال - وهي القوة الاقتصادية الكبرى في الاتحاد - ترى أن الحل في مشكلة اليونان المالية يكمن في مزيد من اجراءات التقشف، والحد من الإنفاق. بينما نرى أن فرنسا - القوة الاقتصادية الثانية - لا ترى التقشف كفيلاً بإصلاح الخلل المالي لتلك الدول ، أو لعودة مستوياتها المالية من الخانة الحمراء إلى الخانة الخضراء.
بيد أن دول الاتحاد الأوروبي تتوصل دائماً إلى قرارات يتم اعتمادها وتطبيقها ويتبناها الاتحاد. هذا المفهوم يجد صعوبة وقبولاً لدى فئات كبيرة من المواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي وفي كثير من الدول العربية. المختصون بالطبع يفهمون أسباب اتفاق الأوروبيين على أرضية الخلاف.
ما سببنا في ذلك؟هو بكل بساطة التركيبة العاطفية المتوارثة عبر الأجيال. هناك اعتداد مبالغ فيه بالنفس والأقوال والأفعال حتى لو بنيت على جهل أو عدم معرفة أو حيال فتح جديد نفتقد فيه الخبرة والمعرفة. أما عندهم فالهدف دائماً توظيف الإمكانات المتاحة بتغيير الأفكار والوسائل حسب المواقف والبيئات والقدرات. هم يقولون دائماً: "ليس هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة؛ إنما هناك مصالح دائمة".
هذه بالطبع مبادئ ميكيافيلية يصعب على ذوي المبادئ احتضانها، ولكن الحقيقة الصادقة هي أن الحقول المالية لا تنمو فيها العواطف ولا القلوب.