عبد الله منور الجميلي
يقال بأن مجموعة من علماء اللغة العربية كانوا في جلسة مَـا ، وبعد أن انتهوا من التهام (مجموعة من الـسَـاندويتشات)، التي اخترعها (الإنجليزي إِيرل ساندويش) قال أحدهم: يا قَـوم، كيف نأكل هذا الطعام (الـغَـرْبِـي)، واسمه (أَجْـنَـبِـي)!!
وهنا قَـرّروا أن يذبحوا له (عَـقِـيْـقَـة)، ليمنحوه اسماً عربياً قُـحّـاً، فجاءت الاقتراحات التي منها أن يكون الاسم العربي لـ (الساندويتش) "شَـاطِـر ومَـشْـطور وبينهما كَـامِـخ" المهم بعد اجتماعات ومداولات، اتفقوا أن يكون اسمه (فَـطِـيرة)!!
هذا حصل في القَـرن الماضي، ويبدو أن (العَـرَب) توقفوا وما زالوا في محطة ذلك التّـرَف اللغـوي الذي يعقد المؤتمرات والندوات والاجتماعات، ويُـطلِـق اليوم (الـتّـغْـرِيْـدَات) في التويتر يُـطارد المنتجات والاختراعات الغَـربية أو الشرقية، لِـيُـبَـاركها بأسماء عربية؛ فهم يَـنعون ونحن نُسَـمّـي!!
نعم فالعَـالَـم ترك للعَـرَب ذلك الـهَـوس الصّـوتي، وذهب يصنع حضارته بالتقدم التقني والاختراعات!!
فالصينيون واليابانيون لم تتوقف مسيرتهم عند حدود (اللغة)؛ بل غَـزو العَـالم بتفوقهم في العلوم والصناعة، وهَـاهم أشقاؤنا في ماليزيا واندونيسيا أصبحوا نموراً في الاقتصاد والـتصنيع؛ لأنهم ركزوا في تربيتهم وتعليمهم على الـعِـلْـم الحقيقي، وليس ذاك العِـلْم الذي لا يتجاوز الـحَـنَـاجِـر، والذي ما زال ينتظر الـحَـرف في المنادى لكيما يتكرم ويأتي لتكونَ عليه علامة الإعراب!!
يا هؤلاء (اللغة) لا تُـصْـنَـع، فـحضارة المجتمع أيِّ مجتمع هي مَـن تَـصْـنَـعُ (اللغة)، وتكتب صفحات تفوقها!!
يا أولئك اللغة العربية قد حُـفِـظَـت وخُـلِّـدَتْ بالقرآن الكريم، فليست بحاجة لفلسفتكم وتقعركم؛ فهلا وفرتم جهودكم وأوقاتكم المباركة، ووجهتم طلابكم في اتجاه مسارات علمية تزرع الـتّـقَـدم في مجتمعاتهم، وكِـفَـاية تَـضْـيـيع للأوقات!!