قرأ أعداؤنا جيدا تغير اهتماماتنا ونفسياتنا ومصادرنا لتلقي المعلومات، وقرأوا أيضا تعطشنا للمعلومة في ظل رسمية وجمود أخبارنا.. درسوا الأرقام التي توضح تصدرنا في الانضمام لشبكات التواصل الاجتماعي والتقارير العالمية عن غزونا لتويتر ليصبح المكون الأول لفكرنا..وعندما بدأ ربيع الدماء والتقسيم بدأ مخطط نقل الفوضى بأسلوب العصر "التغريدة".. معرف مجهول بدأ خطته بالتركيز على شخصية لها شأن، فبدأ في الهجوم عليها للفت الأنظار فانضم المتابعون للمتابعة والتسلية واعتقد الكثيرون أن الهدف هو هذه الشخصية فقط.. مجتهد ابن سبأ هذا العصر واصل النميمة والخوض في أمور الناس الخاصة ليستغل اهتمام الناس الفطري بالفضائحيات، وعندما أصبح متابعوه بالآلاف، اتخذ الخطوة الثانية في نظرية دور الشبكات الاجتماعية في اختلال المواطنة، عن طريق التشكيك في الرموز كلها، ولم يعد مقتصرا علي تلك الشخصية، وهنا سر الموضوع تحول هذا المعرف من مدعي فضائح إلى صاحب أجندة سياسية يأتي بأخبار لا يعرفها أحد وينسج حول حقيقة واحدة آلاف الأكاذيب.
منذ أشهر بدأ مجتهد في خطوته الأخيرة باستحثاث الفوضى، ليس في السعودية فقط ولكن في الكويت والإمارات أيضا.. يا سبحان الله! فجأة تحول الحكواتي إلى لاعب إقليمي، وناشر للديموقراطية..ولكنه يصمت عن غيرنا صمتا مريبا من وراء صورة الجبال.
في مظاهرات الكويت أصبح مجتهد يذكرنا بويكليكس؛ فهو يتحدث عن نقاشات سرية جدا بين دول.. يا سبحان الله! معرف مجهول يعلم كل هذا.. لكنه لا يمل ولا يكل من محاولة إشعال الحريق الكبير، بكل وسيلة وكذب..ولو بدأت الدماء سيتبخر مجتهد ولن يجده أحد.. مجتهد ليس إصلاحيا محبا لوطنه أو طامحا لمستقبل أفضل للأجيال السعودية، بل هو ـ ومن وراءه أو هم ومن وراءهم ـ يريدون الفوضى.
ندعو للإصلاح نعم، نريد التطوير نعم، لكننا لا نساق للفوضى.. بعد تغريدات مجتهد وقراءتي لردود الناس عليه أمس، عرفت أن مخططهم فُضح وأن قيادة هذا الوطن متربعة في قلوب مواطنيها..عاش الوطن و"انفلو" لمجتهد.
يزيد بن محمد / جريدة الوطن