شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدوغماتية والجريمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

الدوغماتية والجريمة Empty
مُساهمةموضوع: الدوغماتية والجريمة   الدوغماتية والجريمة Icon_minitimeالأربعاء فبراير 13, 2013 1:37 pm

الدوغماتية او الدوغماطيقية كلمة اصلها غير عربي فهي تعريب لكلمة Dogmatism، وهذه الكلمة لها ترجمات لغوية حرفية عديدة، مثل: وثوقية، قطعية، توكيدية، إيقانية، معتقدية.
اما اصطلاحا فلها عدة معان فقد تعني الاعتقاد الجازم واليقين المطلق دون الاستناد إلى براهين يقينية، وفي نفس الوقت إنكار الآخر ورفضه باعتباره على باطل مطلق.
وقد تعني ايضا التعصب لفكرة معينة من قبل مجموعة دون قبول النقاش فيها أو الإتيان بأي دليل ينقضها لمناقشته أو كما هي لدى الإغريق الجمود الفكري. وكذلك هي التشدد في الاعتقادالديني أو المبدأ الأيديولوجي. وقد ينظر الى الدوغماتية على انها الإعتقاد الجازم و اليقين المطلق دون إرتباط هذا اليقين ببراهين أو مؤشرات تؤكده وقد تمثل ايضا الاستبدادية والمعصومية والدمغية أو اللا دحضية (الزعم بأن قول معين غير قابل للدحض بتاتا) والقبول الخانع (من قبل الملتزمين) واللا شكية لب فكرة الدوغماتي.هي ان تقول ( أنا دائماً على حق وغيري على خطأ ) وان تقول ( من ليس معي هو ضدي )الا انه يمكن القول ان افضل تلك التعريفات هو التعريف الذي اعتبر الدوغماتية على انها التعصب لفكرة معينة من قبل مجموعة دون قبول النقاش فيها أو الإتيان بأي دليل ينقضها لمناقشته.وهناك فرق بين الدوغماتية والشوفانية حيث ان الاخيرة Chauvinism : تعني الغلو في الوطنية. وهو تعبير يقصد به, بخاصة, الوطنية المتعصبة ذات الطابع العدواني, أو العسكري, أو الاستعماري, أو العرقي. واللفظة مصوغة من اسم نيقولا شوفين Nicolas Chauvinوهو جندي فرنسي عرف بوطنيته المفرطة وبإعجابه الشديد بنابليون بونابرت وإخلاصه الأسطوري له..والفرق بين الشوفينية و بين الوطنية المعتدلة القائمة على الإنتماء الحقيقي هو أن الشوفيني قد يقوم بالإحتلال و قد يرتكب مجازر و قد يحارب أيً كان لتحقيق مصالح دولته بغض النظر عن تلك المصالح إن كانت مشروعة أو كانت باطلة !!
الوطني المعتدل المنتمي هو من يدافع عن وطنه و عن إنتمائه بكل شيئ يملكه في سبيل صد الخطر و الدفاع فقط دون الإعتداء على الآخرين لتحقيق مصالح لدولته أو مذهبه الأيديولوجي الباطلة منها و المشروعة .. وتمتاز الدوغماتية بعدة ميزات وخصائص حيث تمتاز الدوغماتية بانها مبدأ التعصب، وسمة لكل متزمت، ومنشأ الحروب العقائدية.
كما تعتمد الدوغماتية كنسق فكري على رفض الآخر تحقيقاً , إنطلاقاً من كونها تعتقد بل و تجزم أنها تمثل الحق كل الحق و أن ما عاداها أنما هو الباطل , دون إرتباط تلك الرؤية اليقينية بما يؤكدها أو يثبتها في إطار الواقع.و النسق الدوغماتي لا يقبل المناظرة و الحوار طبعاً ولا يقبل مجرد الإشارة أو التفكير بأن ما يحمله مع نظرة تجاه المواقف المختلفة و كيفية التعامل معها من الممكن أن يعتريه الخطأ أو حتى النقص !! حتى و إن تغيرت كل الظروف الزمانية و المكانية التي تحكم تطور السلوك البشري و نظرته تجاه المواقف المختلفة.
ان الدوغماتية كنسق فكري جذوره مرتبطة بفكرة المعتقدات الدينية .. فهو قائم على اليقين المطلق دون الخوض في أي تفاصيل كتلك المُحرم الحديث أو التفكير فيها .. و من هنا جاء بهذا المبدأ وطوعه بعض رجال السياسة في بداية القرن الماضي للوصول لبعض الأهداف السياسية.
ان جذور هذا المبدأ بإعتباره مرتبطاً بالمعتقدات الدينية أعطته مفهوماً مغايراً لما هو عليه الآن .. ففي ظل المعتقد الديني فإن مفهومه قائم على الإقتناع اليقيني المطلق الجازم بما يحمله المعتقد الديني دون الخوض في أي نقاش نقدي أو تأويلي لذلك المعتقد .. أما في ظل تطويع رجال السياسة لهذا المبدأ فقد أصبح مفهومه أن فئة ما أو مذهب ما يحمل اليقين و الحقيقية المطلقة الغير قابلة للنقد أو حتى مجرد الحوار .. إضافة لرفض الآخر بكل أشكاله بإعتباره يمثل الباطل.
والدوقماتية ليست مذهبا فلسفيا أو دينيا، وإنما هي –في أكثر معانيها انتشارا- سمة وطريقة تفكير تتسم بها أي فرقة أو مذهب أو فلسفة تزعم امتلاك الحقيقة المطلقة بشكل شامل، ولا تقر بأنها قد تحتمل شيئا من الخطأ أو النقص، وتقطع بأن ما تحوزه من معارف ومعتقدات لا يقبل النقاش ولا التغيير، حتى وإن تغيرت الظروف التاريخية، أو السياقات المكانية والاجتماعية؛ فهي إذن مقدسة ومنزهة عن أي نقد.
وهناك نتائج سلبية عديدة للدوغماتية فهي تمنع رؤية الظروف الموضوعية والذاتية بشكل كامل وفي صورة متكاملة , فتراها مجثزأة تخضع للمزاجية تستند على التقسيم الى ثنائيات محددة على شاكلة "من ليس معنا فهو ضدنا " وهي ايضا تمنع التجديد والابداع , تؤمن أن هناك اصيلا واحدا ثابتا يجب ان يقتدى , وما عداه تقليد وبدع يجب ان تنتفى , وتحت شعار التمسك بالاصالة والثوابت تظل تدور في حلقة مفرغة معيبة لا تخرج منها ولا تريد الخروجوالدوغمائية تولد التعصب الاعمى للحق الذي تعتقده انه حق , بمواجهة الباطل الذي تؤمن انه باطل لانه لا ينسجم مع اطروحاتها , فترفض كل ما هو على خلاف وتتهمه فكرا وممارسة وعقيدة وسلوكا , وبرفضها للتنوع والتعددية ترفض مشاركة الاخر او اشراكه وبهذا ترفض وتنسف اسس المنطق الديمقراطي من جذوره , برفضه للاخر ورفضه للتعددية والمشاركة والتوافق والحوار
وهناك علاقة وثيقة بين الدوغماتية والجريمة حيث يواجه الفكر المعاصر خطر الاستقطاب من طرفين متنازعين، يتمثلان فى رؤيتين للغلو أصبح لهما الصوت الأعلى فى الجدل الجاري على مختلف الساحات، وفي العديد من الثقافات، وهما: تيار التطرف العلمانى وتيار التطرف الديني.. إذ يتحدث التيار الأول وكأن الله غير موجود، بينما يتحدث التيار الثانى وكأن الإنسان غير موجود ! بمعنى أنه ينزع من الإنسان كل فاعلياته ومسئولياته ومواهبه. التيار الأول جعل مرجعيته المادة وقيم القوة وطموحات الفردية، والتيار الثانى يفهم تعاليم الله على أنها تعاليم شكلية حرفية تتعلق بالظواهر أكثر مما تتعلق بالبواطن، ومن ثم حوّلها من تعاليم للروح والجسد معا إلى تعاليم طقوسية، وقتل فلسفتها التقدمية من ناحية "العدل" والروحية من ناحية أخرى (الإحسان).
أن معظم من يتبع أسلوب العنف والتطرف بأشكاله، إنما يمتلك في عملياته المعرفية النمط الدوغماتي الذي لا يحيد عنه، وهو ما يسهم في انتشار الجريمة والعنف بشكل كبير. حيث أن مهارة المرونة الفكرية ضمن عادات العقل المنتجة، تنمي مهارة البحث والتفكير والوصول لحل المشكلات، من خلال طرح البدائل بفاعلية أكبر، بخاصة أن من بين الاكتشافات المذهلة المتعلقة بالدماغ البشري، قدرته على الدمج والتكيف والمرونة، وقدرته على إعادة التركيب والتغيير، ما يؤكد أن الشخص الذي له قدرة التكيف ويتسم تفكيره بالمرونة، هو الذي يتمتع بأكبر قدر من السيطرة.
اما الشخص الذي ليس لديه قدرة التكيف ولايتسم تفكيره بالمرونة يتخذ في سلوكه منحنى لبث بذور التعصب والفوضى والعدوان والإجرام، بخاصة عند فئة الشباب الأكثر حماسة واندفاعاً.
وبينما يتم في الغالب الأعم معالجة هذا النمط السلوكي الدوغماتي -الذي قد يتخذ من العنف وسيلة لترجمة معارفه الذهنية- بأساليب تأديبية تعنيفية مقابلة، بخاصة في مجال حفظ الأمن لفرض أنماط سليمة من السلوك، فإن مشاعر دوغمائية أكثر تشدداً وانتقامية، تتولد لأن هذا النوع من المعالجات لا يرقى إلى المعالجة الذهنية ذاتها، أو معالجة المصدر الذهني والمعرفي الذي أنتج هذا السلوك الدوغمائي أو ذاك، فحال هذه المعالجة يمكن تشبيهها بالذي يحاول أن يطفئ امتداد حريق ما، ولكن من دون جدوى لعدم تنبهه إلى وجوب السيطرة على مصدره أولاً، لذلك يرى احد علماء النفس أن مقابلة الدوغماتية بأنساق من المرونة الفكرية، تلعب دوراً أكثر فعالية من الأنساق التأديبية، بغرض الوصول إلى حلول منطقية في حل المشكلات وتوجيه السلوك نحو ما هو مقبول اجتماعياً..

المقدم مروان فريحات
أكاديمية الشرطة الملكية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
الدوغماتية والجريمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى تجارب الكتابة-
انتقل الى: