د.عبدالعزيز بن علي المقوشي
يعلم الجميع أنّ قياس الرأي العام يعد واحداً من أهم عناصر تجويد الأداء.. وعليه تبنى الخطط والبرامج سواء على مستوى القطاعات الصغيرة الحكومية والخاصة والخيرية أيضاً أو المجتمعات والأوطان بشكل أكثر عمومية..
وفي دول العالم المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً تُعد مؤشرات قياس الرأي العام والتعرف عليه وتحليله أحد أهم الأمور الاستراتيجية في البناء الوطني فضلاً عن أنها أحد أهم العناصر الرئيسة في بناء الخطط والاستراتيجيات بالقطاع الخاص بشكل أكثر خصوصية..
وعلى الرغم من أهمية هذا الشأن والمبررات التي تجعل من تنفيذه أمراً غاية في الأهمية في المجتمعات النامية والدول العربية منها على وجه الخصوص، إلاّ أننا للأسف نغفل هذا الجانب كثيراً وإغفالنا لهذا الجانب لا يتعلق بالشأن الحكومي فقط بل إنّه يزداد سوءاً عندما يغفل أيضاً في القطاع الخاص الذي يهدف دوماً إلى الربح المادي الذي يتطلب في الدراسات التسويقية قياس الرأي العام تجاه المنتج أو الخدمة.
وامتداداً لمبادراته الرائدة ودوره الوطني غير المسبوق، بشرنا مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ببدء أعمال مركز لقياس الرأي العام.. وهي بشارة تستحق منا الإشادة والتقدير مع الأمل الكبير بأن يحقق هذا المركز الدور الوطني المأمول منه من خلال التعرف على مؤشرات الرأي العام في جوانب متعددة لا ترتبط فقط بالشأن الاجتماعي بل تتعداه إلى جوانب وأضلاع التفكير الاستراتيجي التي يمكن من خلالها العمل على بناء الاستراتيجيات الوطنية التنموية ومعالجة أي إشكالات تقلق الرأي العام المحلي، وهي جهود أجزم أنّ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بخبراته المتعددة ونشاطاته المبادراتية قادر بحول الله على تحقيقها.
وحيث يُعد مركز قياس الرأي العام الذي ابتهجنا بإنشائه الأول من نوعه والفريد أيضاً في وطننا العزيز وبما أنّه منشأة غير ربحية فإنني أرى أن يتوسع نشاط هذا المركز من خلال تأسيس مجموعات بحثية فيه تعمل على استثمار التقنية الحديثة في دراسات قياس الرأي العام والتعرف عليها لتنخرط في مجالات استثمارية أيضاً تعود على المركز بالموارد المالية كذراع استثمارية من خلال توسع نشاطاته ليقوم بإجراء دراسات الرأي العام لصالح القطاع الخاص أيضاً والقطاعات الحكومية المختلفة بمقابل مالي، بحيث يصبح المركز عبارة عن بيت خبرة وطني في مجالات قياس الرأي العام وليكون أيضاً المرجع الرئيس لكافة قطاعات الوطن الحكومية منها والخيرية والخاصة من خلال توفير المعلومة الصحيحة والرقم الدقيق والمقترحات الاستراتيجية الواعية.
فهل يعمل مركزنا الجديد على تحقيق أحلامنا الوطنية في هذا المجال؟ وهل يبشرنا بأول مشروع وطني له لقياس الرأي العام في قضايا عامة وخاصة أيضاً؟ هذا ما أتمناه.