تعتبر الثقافة العدلية نوعاً من أنواع الثقافة الحقوقية التي تشتمل على جملة من الثقافات المتنوعة كثقافة حقوق المرأة، وثقافة حقوق الطفل، وثقافة حقوق العمال، وثقافة حقوق المرضى، وثقافة حقوق المتهم، وثقافة حقوق السجين، وغيرها من الحقوق، وما يبرز أهمية الثقافة العدلية أن مرد جميع هذه الحقوق حين تسد أبواب المطالبين بها وأصحابها وتغلق الطرق أمامهم للحصول عليها هو القضاء الذي يقول كلمته ويفصل في النزاع ويعطي الحقوق لأهلها ويلزم بأدائها وتنفيذها.
وعليه فإننا نقصد بالثقافة العدلية في هذا السياق بأنها:
(مجموعة من القيم والمبادئ والأحكام والأنظمة التي ينبغي للفرد معرفتها وإدراكها للوصول إلى حقوقه الشرعية والنظامية وليتمكن من أداء واجباته).
وبهذا المعنى نصبو أن تكون الثقافة العدلية سلوكاً يومياً للفرد يحول به معلوماته وثقافته إلى تطبيق عملي يؤدي ما عليه من واجبات ويأخذ حقوقه دون تعد أو تفريط.
وهذا المعنى جاءت الإشارة إليه في السنة النبوية، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.»
قال الإمام النووي رحمه الله: (ومعنى الحديث أنه نهى أن يمنع الرجل ما توجه عليه من الحقوق، أو يطلب ما لا يستحق)، وهذا تماماً هو المعنى الذي نسعى إلى تحقيقه فيما بيننا ليكون سلوكاً معاشاً يسود المجتمع أفراداً وجماعات بوعي حقوقي وثقافة عدلية تساهم في منع الظلم وتساعد على أداء الحقوق.
جريدة الرياض