سنوات الحـوار

•• بعد سنوات من الحوار انتهى بهم الأمر إلى الاعتقاد بأن كلا منهم على حق!! أولئك الذين قدموا أوراقا.. ومن ليس لهم أوراق.. المتحدثون والصامتون.. الخاضعون السائرون حثيثا «بنعم» إلى العلا.. والقابعون البائسون ــ بلا ــ في أسفل السافلين..
•• كلهم: الرافضون والقابلون .. الهابطون بأجنحة الملائكة.. والليبراليون القادمون بقرون الشياطين كما يعتقد خصومهم.
•• كلهم توقفوا عن «الحكي المباح» وغير المباح والكل يشعر بذلك الزهو والفخر بأنهم قد أنجزوا بالكلام ما لم ينجزوه بالفعل.. وما كانت سنوات الجدب والانغلاق والتردد والوجل بأكثر بؤسا مما هم عليه الآن.. لقد أزاحوا ما يكتظ في صدورهم وهم يقفون الآن بعد سنوات من الرغي على عتبة أيام أخرى!!
•• لقد خرج الجميع من كل تلك الحوارات الثقافية وهم يعتقدون أنهم على صواب بكل اعتقاداتهم وميولهم ومبادئهم وتوجهاتهم.. لقد مروا وقوفا.. واتفقوا على أمر واحد هو أكثر الأمور أهمية وهو أن يقفوا على ثرى هذا الوطن آمنين نابذين العنف في كل صوره.
•• نعم قد لا يتقبل البعض ــ البعض الآخر في أمور عديدة وهذا وارد لا محالة وأمر طبيعي ولكن يكفي في سنوات الحوار أن المكلومين قد انعتقوا من خرسهم والمثقفين انطلقوا أحرارا من أسرهم.. ولن تلاحقهم كوكبة وكتائب التكفير والتحريم.. ولن يخرج أولئك الغلاة من جحورهم والأهم من كل ذلك أن المرأة كان صوتها واضحا وجليا ومسموعا عند البعض وإن أنكره البعض على استحياء وتردد.
•• لقد اتضح في كل حواراتنا الوطنية أن الجميع يعملون من أجل خدمة بلادهم وأنهم ينبذون العنف والإرهاب وقتل الناس بدون حق..
•• لقد فتحت عدة نوافذ عبر سنوات الحوار الوطني على هواء نقي ونسمات الحريـة التي نأمل أن لا يغلق بابها.. ولا أزيد.


محمد عبدالواحد
نقلآ عن جريدة عكاظ