شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 7

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 7 Empty
مُساهمةموضوع: بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 7   بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 7 Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 23, 2012 3:16 pm

المحور الثالث


الغلو مظاهره وأسبابه مفهوم الغلو في الكتاب والسنة


للدكتور صالح بن غانم السدلان


مقدمة البحث


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين ، أما بعد :


فإن موضوع الوسطية في الإسلام اليوم هو موضوع الساعة ، وهو في نظري أشد الموضوعات خطورة وأثرا ، وأجدرها بالدارس المتأني ذي النفس الطويل ؛ ذلك لأن المسلمين اليوم وهم يواجهون مشكلات الحضارة ، وتحديات العصر ومعركة البقاء ، لا يواجهون ذلك كله ، وهم على منهج واحد ، كما تواجه الأمم الأخرى هذه التحديات المصيرية ، بل هناك مناهج لدينا نشأت من الابتعاد عن المنهج الأمثل ، وهو المنهج الحق الذي ارتضاه الله لنا ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ )(سورة الأنعام الآية 153)


وكل ابتعاد عن هذا النهج القويم يولد الفرقة والتناحر والتشتت ، وإن مما رزئت به الأمة الإسلامية وأشد ما ابتليت به اليوم قضية الغلو التي عصفت زوابعها في أذهان البسطاء من الأمة وجهالها ، والتي افتتن بها أهل الأهواء الذين زاغت قلوبهم عن اتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكانت النتيجة الحتمية أن وقع الاختلاف بين أهل الأهواء وافترقوا إلى فرق متنازعة متناحرة همها الأوحد إرغام خصومها ومعارضيها على اعتناق آرائها بأي وسيلة كانت ، وراح بعضهم يصدر أحكاما ويفعل إجراما ، يكفرون ويفجرون ، ويعيثون في الأرض فسادا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .


أمة سادت العالم بالإسلام ثم تخلفت عن ركب الحضارة في مجالات شتى ، وهي لا تزال بحمد الله تعتنق الإسلام دينا ، وتؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا تصاب في المحز بهذا الخطر الداهم ، وتبتلى بهذه الفرقة والتناحر والتشتت ، ويظهر فيها الغلو [ص-112] في الدين إفراطا وتفريطا ، ويصير بأسها بينها شديدا ، فتكثر الفتن وتتشعب الآراء .


لعمر الله ، إنها مسألة تستوجب التأمل وتستدعي التفكير ، فلا بد إذن من وجود خلل ، ما هو سبب الخذلان والوهن ؟ فأين يكمن هذا الخلل ؟


إننا نراه يكمن في سوء فهم المسلمين لعقيدتهم لا في العقيدة نفسها ، وانعدام الوسطية التي هي من ثوابت الحياة كما أنها من ثوابت الإسلام . وكمال الدين يكون بالتزام حدوده بلا إفراط أو تفريط .


لا ريب أن أعداء الإسلام كلهم متضافرون على محاربته ومحاربة الأمة الإسلامية وتدميرها ، لا تمزيقها ، وهذا موقف طبعي لا تناقض فيه ، فهذه مصلحتهم وهذا شأنهم .


ولكن ما يصنع هؤلاء كلهم لو كان المسلمون متوسطين ومتحدين ؟! ما يفعل جرثوم المرض إذا كان جسم الإنسان سليما ؟!


إن المشكلة تكمن في داء عضال أصاب المسلمين فأوهن قواهم ، ودك معاقل القوة لديهم ، هذا الداء اسمه ( اللاوسطية ) أو ( انعدام الوسطية ) . فهو السرطان الفتاك الذي شل وحدة المسلمين ومزقهم كل ممزق ، وجعلهم في مؤخرة الركب .


وسببه الأكبر منا ، نحن المسلمين ، نحن أوجدناه ، واستغله الآخرون . نحن الذين جعلنا من الأشخاص أصناما ، ومن المذاهب أديانا ، ومن الخلاف خصومة ، ومن المناظرة محاجرة ، ومن الرحمة نقمة ، ومن الذي صنع ؟ إنهم المسلمون !!


فالوسطية التي هي وسام شرف لهذه الأمة أناطها الله بها وجعلها شهيدة على الناس ، هذه الوسطية ذابت بين جانبي الغلو والانحلال ، الإفراط والتفريط .


لهذا كان الكشف عن جذور الغلو والتطرف والعنف والفساد والإفساد في حياة المسلمين المعاصرين يعد من عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهلهم ، وأضعف قوتهم وفرق كلمتهم ، فمعرفة الخلل توصل إلى علاج ناجع إذ لم ينشأ تطرف في حياة المسلمين إلا عن خلل في البناء الفكري للغلاة الذين يدعون إلى العنف والهرج والمرج والفساد والإفساد . وكل تطرف في الدين أو غلو فيه فسببه هذه الطغمة الباغية من الفرق والجماعات والأحزاب ، وهي بمجموعها مصدر البدع والفتن والأهواء والآراء .


ولهذا كان من الواجب الأعظم من الأمة أن تدرأ عن نفسها خطر أصحاب هذه الدعوات الباطلة ، لا بد من دراسة منهجية شمولية تحليلية لنصوص القرآن والسنة النبوية المرتبطة بوقائع السيرة الكريمة لخاتم الأنبياء والمرسلين والسلف الصالح من هذه الأمة المباركة ، إذ إن هذه الدراسة وسيلة للوصول إلى فهم مقنع مترابط لمعنى هذه النصوص وفحوى [ص-113] دلالات السياسة النبوية الراشدة .


وهذا هو النصح الواجب في دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو المنهج المستقيم الذي يعيد للأمة وحدتها وقوتها وعزتها .


إن البحث في هذه المسألة وتقعيدها وضبط شواردها من الضرورة بمكان ، فنحن اليوم مسئولون عن ممارسة وسطيتنا التي هي أعظم خصائصنا ، فيها نتوحد وبها نبقى وبها نسبق وننتصر بإذن الله ، وإنه لجهاد للنفس والهوى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)( العنكبوت : 69 ).


ولعلي بهذه الكتابة المتعجلة المتواضعة أضع لبنة بسيطة في البناء الشامخ ، بناء التعقل والمرونة وإبراز محاسن الإسلام وسماحته ويسره ، الذي يحمل لواءه ويعلي مناره وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بوطننا العزيز ومملكتنا الحبيبة التي ما فتئت تحمل لواء الوسطية الداعي إلى التعقل والتثبت والمرونة والتؤدة وعدم التعجل والتسرع الأرعن والتسلطية الهوجاء .


نسأل الله تعالى أن يدفع الفتنة ويكف الأذى عن هذه الأمة ، وأن يديم على هذه البلاد المباركة نعمة الأمن والإخاء والاستقرار ، إنه نعم المجيب ، والشكر والدعاء مقرون لكل من وجه إلينا هذه الدعوة للمشاركة في هذه الندوة الموقرة ، وفقكم الله جميعا وجعلكم مباركين أينما كنتم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


المصدر: حملة السكينة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 7
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 6
» بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 4
» بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 5
» بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 3
» بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتـدى الإخـلاص الأدبــــــي-
انتقل الى: