دراسة مقدمة للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري تحت شعار ( المفاهيم والتحديات) بجامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في الفترة 22ـ25 جماد الأول لعام 1430هـعنوان الدراسة دور هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في تعزيز الأمن الفكري الباحث د.سعد بن فلاح العريفي
ملخص الدراسة :تحدث البحث عن تعريف هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بأنها : هيئة شرعية متخصصة في البحوث العلمية والإفتاء ومجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية الممثل لأعلى مؤسسة شرعية علمية فيها ويشمل في عضويته عدداً من العلماء المتولين لقيادة المؤسسات الشرعية المختلفة من إفتاء وقضاء ودعوة وغيرها ونظرة العالم الإسلامي لهذا المجلس نظرة تقدير وإجلال لما يحوي في عضويته من علماء راسخين في العلم عارفين بنصوص الشرع ومقاصده العليا . وأما التعريف ببيان هيئة كبار العلماء فإنه : ما يصدر عن المجلس الهيئة من إيضاح وكشف موجز لإظهار موقف الإسلام من قضية من القضايا المهمة في واقع الأمة الإسلامية والتي يلتبس أمرها على بعض المسلمين . وبين دور هيئة كبار العلماء في ترسيخ وعلاج مشكلات الأمن الفكري .خلص الباحث بعدد من النتائج والتوصيات التالية :1ـ تجلية مفهوم الأمن الفكري وبيان ضوابطه وعوامل تعزيزه لاسيما في المملكة العربية السعودية .2ـ التعريف بهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ونشأتها ومكانتها العظمى في العالم الإسلامي .3ـ التعريف ببيان هيئة كبار العلماء وأهميتها وبيان أثرها على الأمة الإسلامية .4ـ اتضح أن لهيئة كبار العلماء دور كبير في ترسيخ الأمن الفكري من خلال ما صدر عنها من بيانات وقد شمل ذلك ما يلي : أ ـ بيان هيئة كبار العلماء لحقيقة الإسلام الصحيح وعقيدته الراسخة وإيضاح براءته من تلك الأعمال التخريبية .ب ـ إيضاح دور الهيئة في التأكيد على حفظ الإسلام للضروريات الخمس وأثر ذلك في ترسيخ الأمن ولا سيما الأمن الفكري .ج ـ بيان دور الهيئة في إيضاح أحكام المعاهدين والمستأمنين وتحذيرها من الاعتداء عليهم وبيان الدور الوقائي لذلك من كثير من مشكلات الأمن الفكري .5ـ يتضح الدور البارز لهيئة كبار العلماء في علاج كثير من مشكلات الأمن الفكري من خلال تلك البيانات ويشمل ما يلي : أـ علاج مشكلة التكفير بالتحذير من خطره وذكر النصوص الواردة في ذلك كما كشفت عن المنهج الصحيح في هذه المسألة وأنه لا بد من وجود الأسباب وانتفاء الموانع .ب ـ علاج مشكلة الأعمال التخريبية وذلك ببيان حكم الإسلام في مثل هذه الأعمال وبيان العقوبة المقدرة شرعاً لمن ثبت عنه القيام بذلك .ج ـ علاج مشكلة استغلال أحداث التخريب والتفجير للنيل من دين الإسلام وقد حذرت هيئة كبار العلماء من ذلك كما استنكرت استغلال بعض الكتاب ذلك للنيل من ثوابت هذا الدين وربط ما حدث من تلك الأعمال بالمؤسسات الدينية أو مناهج الشريعة كما دعت الهيئة ولي الأمر المسلمين إلى منع أولئك الكتاب المنحرفين والحيلولة بينهم وبين العبث بثوابت الأمة ومؤسساتها الشرعية .6ـ ظهر له من خلال البحث دور علماء الأمة في المشاركة في قضاياها الأساسية والرد على من تنقصهم أو أتهمهم بالتقصير في ذلك . 7ـ اتضح له أن بعض هذه المشكلات تحتاج إلى زيادة جهود من هيئة كبار العلماء وغيرها من العلماء حتي يتم علاجها على الوجه الصحيح . 8ـ أوصى بضرورة تضافر الجهود بين مختلف الجهات الحكومية وغيرها للقيام بمهمة تعزيز الأمن الفكري والمحافظة عليه.9ـ يوصي بأهمية ضبط المصطلحات الشرعية ذات العلاقة بالأمن الفكري ومشكلاته لئلا تستغل في التلبيس على شباب الأمة.10ـ أوصى بفتح باب الحوار المنضبط بالضوابط الشرعية لاسيما بين شباب الأمة وأعضاء هيئة كبار العلماء في هذا البلد المبارك . 11ـ يوصي بالعمل على تفعيل دور هيئة كبار العلماء فيما يصدر عنها من بيانات تتعلق بالأمن الفكري بحيث تنشر في وسائل الإعلام المختلفة وفي المساجد وغيرها .12ـ أوصى بقيام مجلس هيئة كبار العلماء ببحوث مطولة فيما يتعلق بمشكلة التكفير و مناقشة الشبهات المنتشرة بين أرباب ذلك الفكر ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة لعلاج تلك المشكلة .13ـ يوصي بوجوب الأخذ على يد كل من يحاول استغلال تلك الأحداث للنيل من ثوابت الإسلام ومؤسساته أو العبث بها ومنع أولئك المنحرفين من ترويج أفكارهم عن طريق وسائل الأعلام خاصة الصحف التي دأبت على نشر مقالاتهم .14ـ أوصى بضرورة تتبع جهود بعض أعضاء هيئة كبار العلماء فيما يتعلق بتعزيز الأمن الفكري وعلاجهم لكثير من مشكلاته من أمثال جهود اللجنة الدائمة وسماحة الشيخ ابن باز وفضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمهما الله تعالى ـ واستنهاض همم الباحثين لإبراز تلك الجهود المهمة وإعداد الرسائل العلمية في ذلك .