دراسة مقدمة للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري تحت شعار ( المفاهيم والتحديات) بجامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في الفترة 22ـ25 جماد الأول لعام 1430هـعنوان الدراسة الأمن الفكري ـ المفهوم ـ التطورات ـ الإشكالات الباحث د. إبراهيم بن محمد الفقي
ملخص الدراسة :تحدث البحث عن تعرض قيم المجتمعات والدول إلى أنواع متعددة من ضغوط والأخطار الفكرية المؤثرة على استقلالها وتطلعاتها ضمن المجتمع الدولي ومن هذه التحديات تعرض مفهوم الأمن باعتباره مفهوماً رئيسياً في العلاقات الدولية إلى التغير والتحول . فقد ساهمت الأزمات الدولية التي لا يزال يشهدها العالم بعدم التعاون الدولي مع غياب القواعد والأسس في النظام الدولي الجديد والتخلي عن إنفاذ القانون على الصعيد العالمي ثم عجز المؤسسات الدولية عن إدارة الصراعات الدولية كلها عوامل دفعت الدول والمجتمعات إلى تشكيل سلطة تتحكم بالأمن داخل إقليمها وتركيز المؤسسات داخلها على تحمل مسئولية الأمن والنظام واحتكار وسائل مقاومة العنف . فبين أهداف الدراسة والتساؤلات حولها ومنهج البحث ثم تطرق للدراسات السابقة مع تعريف الأمن الفكري على أنه ( الشعور بالأمن الروحي والنفسي والجسدي والعقلي والمادي بما لا يتعارض مع الدين والمبادئ والمثل العليا والأخلاق التي يؤمن بها الفرد والمجتمع ولا تؤثر سلبا على أفكار وحياة الآخرين ) و ذكر الباحث أن مفهوم الأمن يحتل أهمية قصوى من خلال مفهومين هما:
1ـ قدرة الدولة في التصدي للاتجاهات الفكرية السلبية والتي تنتشر من خلال البث الإعلامي وشبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) التي لا تزال تمارس دورا مهما في الغزو الفكري . 2ـ عزم الدولة على تحقيق الأمن الوطني من خلال تعزيز الأمن الفكري ومقاومة أشكال الانحراف الفكر . واستعرض الباحث مفاهيم الأمن الفكري في الإسلام والإشكاليات الفكرية ثم العوامل المؤدية إلى ضعف الأمن الفكري.خلص الباحث إلى أن مفهوم الأمن بكافة أشكاله قد تعرض للتغيير نتيجة لعدد من العوامل الداخلية والخارجية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية وعلى المستوى الفردي والجماعي . كما شمل التغيير في المفهوم الأمني عدد من المجالات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية والغذائية والمعلوماتية والتي أثرت بدورها بصورة أساسية على المفاهيم الأمنية بصفة عامة وظهور ما يعرف بالأمن الفكري . وعلى الرغم من حداثة مفهوم الأمن الفكري في الفكر الأمني المعاصر وظهور التباين الواضح في المفهوم بين الإسلام والغرب إلا أن الإسلام كان سباقا في الحديث عنه مما جعله يظهر على الساحة الأمنية بصورة قوية ومهمة نتيجة دوره الفعال والمؤثر في تحقيق مفهوم الأمن الشامل. ومن هذا المنطلق فقد ساهم الباحث في توضح الأسباب التي تساعد على تحقيق هذا المفهوم: 1ـ تحديد المخاطر الأمنية الفكرية ومنع الفوضى الفكرية الناجمة عن الإفتاء بغير علم.2ـ تقوية وسائل الحوار بين أفراد المجتمع ونشر ثقافته.3ـ منع الفضائيات المشبوهة وما تبثه من أفكار ضالة ومنحرفة.4ـ محاربة المواقع الخليعة في الشبكات العنكبوتية.5ـ كشف مخاطر العولمة والانفتاح غير الرشيد على الغرب.6ـإصدار اللوائح والأنظمة والقوانين التي تسهم في تحقيق الأمن الفكري.7ـ نشر المعايير الأخلاقية للأمن الفكري.8ـ وضع العقوبات الصارمة التي يفرضها المجتمع على عدم الامتثال لقيمه الفكرية
الإدارة العامة للأمن الفكري - وزارة الداخلية