خالد السهيل
عندما يصوغ الإنسان مفرداته بشكل متزن، ينأى بنفسه عن الوقوع في محظورات الكلام غير المنطقي. لا جدال أن النقد من طبائع البشر، والإنصات لهذا الانتقاد فن ينبغي أن يتقنه كل الناس، لكن من الضروري أن تتم صياغة هذا النقد بشكل لا يتضمن جورا على الآخر ولا ازدراء أو تحقيرا له.
هذه المعادلة تغيب في معظم حواراتنا. سواء كانت هذه الحوارات داخل الأسرة، أو في موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى من خلال الحوارات الإذاعية والتلفزيونية.
ليس سائغا أبدا، أن يخوض الإنسان حوارا مع شخص آخر وهو يتقمص دور القوي، بينما هذه القوة لا تعدو أن تكون غضبا متفجرا يتحول إلى كلمات غير متزنة، تجعل المتلقي يلمح المشكلة من أول كلمة.
لكننا ونحن ننتقد هذه الممارسات، لا ننأى بأنفسنا عنها، لأن الوسطية كمفهوم لا تعدو أن تكون شعارا تربويا يحفزنا ديننا الحنيف على الالتزام به، لكن تركيبتنا النفسية تتجاذبها استقطابات التطرف.
لقد تأذت مجتمعاتنا بشدة من خطابات التهييج، وحان الوقت لكل ذي عقل أن يراقب نفسه وأن يصوغ أسئلة مهمة حول مدى اتساق عدالة ما يطالب به، باللغة الجائرة التي يستخدمها. كثير من الحقوق تضيع، لأن اللسان أحيانا يقذف عبارات تجعل صاحب الحق مدانا.
المساحة الأرحب التي يشيعها الحوار المصحوب بحسن الظن، تنشر سماحة ونبلا تحتاج إليه مجتمعاتنا دوما.