حكاية داوي نفسك بنفسك!

عبد الله باجبير
يصدق البعض أنه طبيب نفسه فعلا.. فيصف لنفسه الدواء ويتعاطاه حتى دون استشارة الطبيب.. فالعارض بسيط ولا يحتاج إلى زيارة طبيب.. شوية برد.. صداع.. حرارة مرتفعة.. أوجاع أسنان.. كورس مضاد حيوي يتناوله كاملا.. وينتهي الأمر.. وكأن شيئا لم يكن.. داوى نفسه بنفسه.. ويا دار ما دخلك شر.. ولا طبيب!!

والحقيقة أنه لا يعلم مدى الضرر الذي لحق به نتيجة تعاطيه مضادات حيوية دون استشارة طبيب.

ذكرت دراسة نشرت في مجلة nature أن بعض الباحثين يعتقدون أن قتل البكتيريا الحميدة الموجودة في الجسم باستخدام المضادات الحيوية، قد يسهم في ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل البدانة، الربو، والسرطان، في الوقت الذي تسهم فيه البكتيريا الحميدة في تحسين المناعة والمساعدة على تركيب الفيتامينات، كما أكدت ضرورة مراعاة الحذر في وصف المضادات الحيوية، خاصة لدى النساء الحوامل والأطفال الرضّع. الذين لا يزالون في طور تكوين مجموعات البكتيريا المفيدة في أجسامهم.

وأوردت الدراسة أنه في البلاد المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ معدل عدد مرات استخدام الشخص للمضادات الحيوية منذ طفولته حتى سن الـ 18، نحو 10 إلى 20 جرعة علاج ويقول مارتن بليز، من جامعة نيويورك والمشرف على الدراسة: ''ليس هناك أدنى شك أن استخدام المضادات الحيوية بالصورة الصحيحة يمكن أن ينقذ حياة المريض''.. إلا أنها لا تستخدم دائما بالشكل الصحيح، وغالبا ما يصف الأطباء المضاد الحيوي للمريض قبل التأكد مما إذا كان الالتهاب فيروسيا أو جرثوميا.. فكما يؤكد الأطباء ليس هناك أي فعالية للمضادات الحيوية في الحالات الفيروسية.

وأظهرت الدراسات أن البكتيريا الموجودة في أجسامنا والتي نتعايش معها تغيرت كثيرا بسبب كثرة تناول المضادات الحيوية، ومن بينها بكتيريا H.py lori الموجودة عادة في المعدة بشكل طبيعي. وباتت تسبب تقرحها. ومنذ 100 عام كانت أهم بكتيريا يحملها الشخص.. أما اليوم فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 6 في المائة من الأطفال يولدون ومعهم تلك البكتيريا، مما يدل على أنها باتت تتجه نحو الانقراض، وهذا يمكن أن يحدث مع باقي الجراثيم المطلوب وجودها في الجسم عادة.

فاحذروا من تناول المضادات الحيوية كيفما اتفق.. أو بلاش تعالج نفسك بنفسك.. أو باستشارة صديق.. الطبيب وحده هو المعالج!