يوسف الكويليت
تبذل الدول قدراتها وإمكاناتها في جعل الأمن مركز تخطيطها ووسيلة حائط الصد ضد القوى الأخرى، سواء كانت صديقة أو عدوة وقد صار الوصول إلى أسرار الدول جزءاً من حرب التجسس واستخدام أعلى التقنيات من أجل هذا الغرض.
في المملكة بدأ المؤسس إيجاد رابط بين الوحدة الوطنية وضبط الأمن وبالفعل أخذت قوة الدولة تحد من الجريمة بكل أشكالها، وتطورت الأساليب والتشريعات واكتساب المعارف مع بداية المغفور له خادم الحرمين الملك فهد الذي وسع دائرة وزارة الداخلية حين شغل وظيفة وزيرها، ثم كان المرحوم ولي العهد ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والذي واجه أخطر جرائم الإرهاب للقاعدة، وقد بلور جهازاً متقدماً تعامل مع الأوضاع بمهنية عالية واستطاع كشف الشبكات المعقدة ومن يؤيدونها ويدعمونها حتى وصل هذا الجهد إلى أعقد مافي التنظيم خارج المملكة وتبنيه الدول المستهدفة بالوقائع الثابتة مما كان له التقدير من دول مرموقة في أوروبا وأمريكا.
سمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية الجديد، هو من الجيل الذي ولد داخل الوزارة وفهم كيف عليها أن تكون ذات قدرة كبيرة في التنظيم والحصول على ما وصلت إليه تقنيات الأمن وكسب الكفاءات النادرة في كل الاختصاصات لأن التطور اليومي في العديد من مدارس الأمن العالمي ركزت على القدرة البشرية المدربة، وسمو الأمير محمد الذي ظل على تماس مع كل منجز جديد إلى جانب وضع أجهزة الأمن لتقوم بالتحري والتحليل، والعرض التام لنسب النجاح مع الاخفاق وقد حدث هذا في متابعة وملاحقة عناصر الارهاب والتفريق بين المخطط والمغرر به، الداعم والداعي لاستمرار الارهاب وكل هذا وضعه أمام تحديات مرحلية صعبة، لكن تشكيل فرق عمل ناجحة، والتنسيق بينها وعدم المغامرة في أي حالة تستدعي النجاح وبدون تهور كل هذا وغيره حقق للمملكة أمناً متقدماً عن كل الفصول الماضية، لأن تطور الجريمة واتساعها وشموليتها عالماً من كل الأجناس، فرض ان نتعلم من كل خطأ وتجاوزه للنجاح.
وزارة الداخلية، وزارة في عدة وزارات وعملية إدارتها بايقاع المخطط ومستشرف المستقبل تحتاج إلى عنصر التطور المتلاحق وسموه بلا جدال هو عنصر التفاعل مع هذا الجهاز الكبير والحساس ومن يدرك المسؤولية الأمنية يفهم كيف يعيش المواطن خارج كوابيس المفاجآت للجريمة سواء كانت منظمة أو تلقائية وان الاتساع الجغرافي لوطننا وبيئاته المتعددة والحدود المفتوحة مع الجيران والذين عاشوا أزمات سياسية وأمنية، يجد ان التغلب على المسافات والتواءات الجبال وتلال الرمال وفوارق درجات الحرارة للعمل في هذه البيئة، أمر أعطى وزارة الداخلية تجارب ناجحة في كل الظروف..
الشخص المناسب في المركز المناسب هو حقيقة ما جرى في هذه الوزارة والمهمة كبيرة، لكن الإرادة أيضاً كبيرة وسموه خيار الواقع للمستقبل البعيد..