عبد الله إبراهيم الكعيد
حينما يتم تصوير بعض مظاهر حياتنا المعاصرة وفي بلادنا هذه بأنها خروج عن الإسلام الصحيح وأن الناس ترتكب المعاصي التي تُغضب الرب، ويتم ترديد هذا الكلام المشبوه في المنابر والمحاضرات والمواعظ ويتلقاه غرّ صغير العقل ما الذي تتوقعون منه أن يفعل خصوصاً حينما يكون مشحوناً من قبل أُناس يُضمرون أهدافاً غير مُعلنة وأقولها بصريح العبارة يتعاطفون مع ما يُسمى بتنظيم (القاعدة)؟
المتوقع من مثل هذا الغرّ المشحون أن يبدأ من داخل أسرته حيث يستنكر على أهله ممارساتهم الطبيعية ومسلكهم وحتى عباداتهم. لا يكتفي بذلك إذ يرى كما صُوّر له أن المجتمع ضال لا بد من إعادته إلى جادة الصواب حسب رؤيته. يتدخّل صاحبنا في حياة الآخرين ينهى ويأمر، بل ربما يصل به الحال إلى الفعل لتغيير المُنكر..! آخر مرحلة في هذا المشوار الضّال أن يصبح الغرّ حركيّاً فيلتحق بإحدى الخلايا الجهادية (الإرهابية) فيتمنطق بحزام ناسف يقتل به نفسه وأبرياء من بني جلدته يعتنقون ذات الدين.
مناسبة قولي هذا هو ما ورد في بيان وزارة الداخلية مؤخراً حول محاولة مجموعة من الإرهابيين (تمت مناصحتهم) التسلل من المملكة إلى اليمن للانضمام إلى تنظيم (القاعدة) الإرهابي هناك حتى يتسنى لهم التحرّك بحُرّية لتنفيذ عملياتهم القذرة. في ختام البيان توضح الوزارة أن المسؤولية الاجتماعية تقع على كاهل المُحيطين بمن يتّضح عليهم بوادر الانحراف الفكري للتأكد من سلامة نهجهم وعدم تهديدهم لأمن وسلامة المجتمع وتطلب وزارة الداخلية إبلاغ الجهات المُختصة عن كل ما يُثير الانتباه.
حسناً، لنتمعّن قليلا في المسؤولية الاجتماعية وأنها تقع على كاهل المُحيطين. أعتقد بأن الوزارة تُدرك جيداً أن وراء كل متورّط من هؤلاء الشباب مُحرّض وبالتالي يفترض محاسبته أولاً وقطع دابر تحريضه حتى لا يقع في براثنه مزيد من البُلهاء. النار كما هو معروف لا تشتعل إلا بتوفر عناصر الاشتعال لو تم فصل أحد هذه العناصر لما اشتعلتْ. لقد نجحت الوزارة بامتياز في حربها ضد الإرهاب في البعد الأمني الميداني ويفترض الوقوف معها في بقيّة الأبعاد ومنها البعد الفكري ومنع الشحن والتحريض.
محطّة القافلة:
من خلال رصد الأحداث التي وقعت مؤخراً في بلادنا شعرت وأتمنى أن أكون مخطئاً بأن هنالك تحالفات غير ظاهرة وتعاطفا غير معلن من البعض مع الشر. سلمتِ بلادي.