لماذا ننتظر التوجيه

د.هيا عبد العزيز المنيع

الخطاب الإعلامي كما رسالة الإعلام وأساليبه في حاجة نوعية للتطوير..

نعم الخطاب الإعلامي للمسؤول الحكومي مطلوب تطويرة والارتقاء به ليصل الى مستوى متطلبات المرحلة الحالية حيث يوجد في كل بيت إعلامي وفي كل متر وسيلة اعلامية.. من يملك اليوم هاتفاً او حاسباً فهو يملك وسيلة اعلامية ويستطيع نقل الحدث بالكلمة والصورة في ثوانٍ بل ويستطيع ان يملأ السماء الاجتماعي بالضجيج وينشر المعلومة وإن كانت خاطئة سيقول البعض تأتي وسيلة اعلامية اخرى وتنفيها اقول نعم مما يزيد من مسؤولية الجميع في الارتقاء بالخطاب الاعلامي والرسالة الاعلامية.. فالزمن الفاصل بين نفي الاشاعة او المعلومة غير الصحيحة وتصحيحها كفيل احيانا بنشر الهلع عند المتلقي..

وحين يصرح مثلا وزير الصحة ان وزارة الصحة ستقوم بعلاج مصابي حادث ناقلة الغاز بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين فإنني اتساءل هل لغته هنا لغة ادارية سليمة وهل خطابه الاعلامي سليم..؟؟ أليس من ابسط مهمات وزارة الصحة علاج المرضى وهل نسي المسؤول اي مسؤول ان خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في غير مرة اكد وبكل شفافية انه لا عذر لأي مسؤول اليوم يقصر في أداء مهمته الوظيفية لخدمة المواطن..؟ هل ينتظر وزير الصحة ان يتم توجيهه لأداء مهمته والكلام ينطبق على كل مسؤول يستخدم خطاباً لا يتناسب مع متطلبات المرحلة ولا يتناسب مع طبيعة المتلقي الذي بات واعياً وناقداً ومتطلعاً..؟؟

ايضاً تأخر وسائل اعلامنا الرسمي في مواجهة الموقف والاعلان عن اي حدث باعتباره حدثاً حصل من بداية حدوثه مع متابعته ومتابعة تطوراته لتصل المعلومة للمتلقي في وقتها كما حصل مع انفجار ناقلة الغاز في مدينة الرياض، وهو حدث عرض ولكن ساهم هذا التأخير ببروز شبكات الإعلام الاجتماعي بل وباتت المصدر الاعم في البحث عن متابعة اي حدث محلي مما سهل في اتساع قاعدة بعض الاشاعات خاصة وان تلك الشبكة الاعلامية باتت جزءاً من منظومة تفاصيل يوميات الاغلبية ان لم يكن الجميع..

ان تمارس اقسام العلاقات العامة في الأجهزة الحكومية عملية التلميع والنفي فهذا جزء من فكر قديم وكان مناسباً وممكناً في وقت مضى ولكن ان تغيب وسائل الاعلام الرسمي عن انفجار في طريق عام وهي تعلم يقيناً ان الطفل يستطيع تصوير الحدث ونقله بكل تفاصيله الظاهرة على الأقل وايصاله لملايين المتلقين فهذا غير ممكن..؟؟

مما يعني معه حتمية التغيير في منهجية العمل في اعلامنا المحلي الرسمي وخاصة التلفازي حيث ضرورة متابعة الحدث المحلي برؤية اعلامية لا تنتظر التوجيه بل تكون استشعارا بالمسؤولية ووعيا بادراك الاتساع في وسائل الاعلام وبعضها لايحتاج سوى كاميرا جوال وانامل تكتب كل التفاصيل وفق منظور شاهد عيان..

الشاهد في كل ذلك ضرورة تغيير الخطاب الاعلامي للمسؤول السعودي خاصة في تعاطيه مع الاحداث ذات التماس بالشأن المحلي فوعي المواطن اليوم لايقارن بوعي المواطن بالامس.. وفي الجانب الآخر لابد من سرعة الحركة في تغطية الاحداث المحلية الميدانية ان لم يسبق شبكات الاعلام الاجتماعي فعلى الاقل لا يأتي بعدها ويتفوق عليها بالمعلومة من مصادرها مع الرفع من مستوى الشفافية.. وهو منهج عملي تعلمناه من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في غير موقف..

» مهام العاملين في مجال التوجيه والإرشاد
» لماذا نتواصل مع الآخرين؟
» لماذا نحتاج إلى إستراتيجية للإسكان..؟
» لماذا غضبوا من «منع جمع التبرعات»؟!
» ساندي .. لماذا يتكرر الاختلاف ؟!!