النجوى الماكرة

ذكر المدائني عن خالد بن يزيد أن الحجاج بن يوسف ذكر الفتنة فقال: تلقح بالشكوى وتتم بالنجوى وتنتج بالهلع.

(أنساب الأشراف) للبلاذري 13 / 355

وفي لفظ: وتحصد بالسيف!

فهما اثنتان تشتعل بهما الفتن ويتحقق بهما وقوع السيف في أمة محمد:

(النجوى) وقد قال عمر بن عبدالعزيز: إذا رأيت قوما يتناجىن في دينهم بشيء دون العامة - وفي لفظ: متسترين عن أعين الناس- فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة.

رواه اللالكائي وغيره.

والخلوات الحزبية الماكرة التي يجتمع أصحابها للبحث عن سبل تغيير الحكم وقلبه والتوغير على الحاكم المسلم والكيد بالمسلمين كله من ذلك.

و(الشكوى) الإكثار من التظلم والتعيير بالنقص وإظهار خلل النظام والعطايا وزلات الحاكم كما صنع إمام الخوارج: ذو الخويصرة وقال لنبينا صلى الله عليه وسلم: اعدل!

قال سعيد بن المسيب: كانت المرأة في زمان عثمان تجيء إلى بيت المال فتحمل وقرها وتقول: اللهم بدّل اللهم غيّر!

البداية والنهاية 10 / 336

وهم اليوم كذلك بل المشهور عن هؤلاء المتتبعين للزلات والسقطات أنهم أغنى الناس من أعطيات الدولة والأمراء ولهم من التسهيلات الكثير ومع ذلك يقولون: اللهم بدّل، الله غيّر!!

وشاهدهم اليوم في (تويتر) تركوا مهمة العلم والتعليم واشتغلوا بتتبع أخطاء الوزارات والأنظمة والتشهير بها والتأفف والقصد حقن المجتمع واستجماع غليانه ليستجيب لهم متى أرادوا الثورة!!

وستكون رؤوس ودماء هذا الشعب البئيس هي ساحة المعركة.

فنتاج (النجوى) الماكرة.

و (الشكوى) الجائرة.

هو (الهلع) و(السيف) والدمار والشنار والعار واستباحة المحرمات وترويع الآمنين.

فأين عقول هؤلاء؟

وأين دينهم؟

فإياك يا أخي المسلم...

وإياكِ يا أختي المسلمة...

أن تغتروا بتلك الثورات والمظاهرات وشعارات التغيير الزائفة ونحو ذلك.

وعليكم بالسمع والطاعة وإصلاح دينكم والنصيحة بالمعروف.

وفجور الحاكم عقوبة من الله...

والفتن والسيف عقوبة من الله...

فلو وقعت الأولى فلا تأتوا بالثانية فلا تجمعوا بين العقوبتين وعليك بالصلاح والإصلاح.

حملة السكينة

» النجوى الماكرة