العلاقة بين الوطن والمواطن علاقة وطيدة.
فالوطن يجب أن يهيئ له البيئة الآمنة وأن يوفر له مستوى معيشيا يليق بوضع الوطن الاقتصادي، وأن يهيئ له مجالات التعليم بمختلف مستوياته، وأن يضمن حريته الفردية والفكرية والدينية فيما لايضر مجتمعه، وأن يوفر له كافة المتطلبات من صحة وخدمات تناسب الدخل القومي، وأن يكون الطابع الغالب هو طابع التكافؤ والعدل.
في المقابل على المواطن أن يراعي حقوق وطنه، وأن يذب عنه على شتى الأصعدة، وأن يقدم مصلحة وطنه على مصلحته الشخصية، وأن يخدمه بإخلاص أيا كان موقعه، وأن يساعد على نشر الوعي الوطني والتكافل في كل المحافل التي تتيح له ذلك.
ولأن الوطن يحوي أطيافا ثقافية متنوعة كما يحوي تنوعا في توجهاته الروحية فإن من الضرورة أن نستطيع تجاوز دافع الحماس الذي يغلي في بعض الصدور لقسر الناس على "طريق الهدى" في منظار أولئك.
لقد جعل الله الاختلاف سنة من سننه الماضية.
والمواطن الصالح هو الذي يتحلى بأخلاق الاختلاف ويتفهم الاتجاهات المخنلفة في مجتمعه. وفوق ذلك يتبنى حسن الخلق ومزية التسامح على جميع الأصعدة.
المواطن الصالح هو ذلك المواطن الذي يمد جسور التعاون مع إخوانه المواطنين على امتداد رقعة الوطن الكبير.. هو الذي ينشر سياسة التسامح ويعمل على بناء الثقة بين أطياف المجتمع.. ولا يقبل المزايدة على الدين أو المواطنة حتى من أقرب الناس إليه ولا من أولئك الذين انبروا يُقاطبون المجتمع باجترار التاريخ والاستشهاد بما شذ وقبح.
نحن أبناء وطن واحد شرقه وغربه.. شماله وجنوبه.. وسطه وأطرافه.
ويبقى الوطن هو البستان الذي يحوي شتى الأطياف والطوائف.
د. محمد ناهض القويز
نقلا عن جريدة الرياض
موضوع: اللحمة الوطنية 
السبت نوفمبر 10, 2012 7:36 am
