شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 على مفترق الشعور.. نكون أو لا نكون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

على مفترق الشعور.. نكون أو لا نكون  Empty
مُساهمةموضوع: على مفترق الشعور.. نكون أو لا نكون    على مفترق الشعور.. نكون أو لا نكون  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 11, 2012 10:30 am



ريم السعوي
حدثني والدي حكاية شاب في المرحلة الثانوية اشترى له والده سيارة جديدة صغيرة، لكنه لم يكن محظوظا فحدث له حادث قريب من مدرسته وحين حضر والده لمعاينة ما حصل، أشاع الطلاب للأب بأن الحادث كان بسبب تفحيط ابنه لكنه في الحقيقة لم يفعل. غضب الأب وضرب ابنه الشاب أمام الطلاب قائلا له: لا أشوف وجهك. الموقف أثار لدى الابن شعورا بالغبن فقد كان حريصا ومهتما بالسيارة الجديدة وحدث الحادث رغما عنه. تصاعد لديه شعوره بالظلم ما جعله يأخذ قرارا كبيرا بترك البيت. فغادر أهله في القرية وسافر للمدينة ولم يكن معه سوى مال قليل بات فيه بالشارع قرب مقر مؤسسة صغيرة وقبل أن يبيت كان قد سمع اسم مدير المؤسسة، وحين حل الصباح اتجه للمغسلة وغسل ملابسه بماله القليل وعاد للمؤسسة بهندام أفضل وعرض نفسه للعمل ساردا قصته. أخذه مدير المؤسسة لصاحبها موصيا بضرورة قبول الشاب للعمل. عمل الشاب لديهم سائقا في البداية موزعا لما تستورده المؤسسة ثم تدريجيا كسب ثقة صاحب المؤسسة لجديته وعمله وبعد سنتين من العمل المتواصل كافأه صاحب العمل بمبلغ مالي جيد نظير جديته وكفاحه، أخذ الشاب المبلغ المالي واشترى سيارة مستعملة ثم باعها في حينها حين عرض عليه شراؤها بسعر أعلى كسب وعاد واشترى سيارة كبيرة بدلا من تلك الصغيرة التي أصابها الحادث. كان أثناء غيابه عن البيت في السنتين التي قضاهما يتصل على منزل أهله دون أن يتكلم يسمع صوت أمه وكانت أمه تعرف أن هذا ابنها ثم يغلق الخط. فقد كان يطمئنها بصمت أنه ما زال حيا ويعود لعمله. بعد مرور السنتين وشرائه السيارة عاد لأهله وقريته بسيارته الكبيرة طرق الباب سألت الأم: مَن؟ فأجابها لكنها لم تفتح له فقد أغمي عليها فرحا بعودته! قفز الشاب من سور البيت ليفيق أمه. فأفاقت على عودته لها سالما غانما.

أفكر بحساسية هذا الشعور الذي جعله يتحمل الفراق والغربة والحزم والكفاح والبداية من الصفر لأنه لم يطق موقف أن يضرب أمام الطلاب وفوق هذا لم يكن أساسا مستحقا للضرب. هذا الشعور الفائق لديه بإنسانيته التي لم يقبل التنازل عنها ولو كان أمام والده، شعوره الذي لم يستقبل الموقف بضيق أو بحزن عابر أو حكاية مصيرها النسيان، شعوره الذي استحال فكرة عودته لمدرسته مضروبا، وخلق لديه التزاما باتخاذ موقف أمام نفسه ووالده وأهله وأصدقائه. وقرارا بأن يكون أو لا يكون.

إن عدد احتمالات ردود فعل أي شاب في مكانه كثيرة جدا ومختلفة بعدد البشر! بقدر ما يتشابه البشر في تكوينهم الجسدي والصوري يبقى الشعور هو العلامة الفارقة بينهم، بداية من أدنى المراتب كالشعور الذي يربطنا ببعضنا، والذي يجعل الطفل لا يطيق نساء العالم في السوق والأماكن العامة ممسكا متعلقا بيد أمه. فشعوره فقط الذي جعل من أمه الإنسان الوحيد المهم عن سواها، وصولا إلى أعلى المراتب كالشعور بالفكرة والمبدأ والالتزام بالإنسانية واتخاذ موقف قوي استثنائي أمامها لنكون أو لا نكون. هناك مَن يتعرض لمواقف كهذه في العمل أو البيت ومع أشخاص مختلفين. هناك من يتخذ موقفا مثل الشاب بطل القصة فتنقلب حياته متأثرا ومؤثرا بها. وهناك مَن لا يفعل شيئا ويمرر كل شيء مرور الكرام! لكن الحياة مواقف. وقد لا نصل لمعناها ومتعتها دون تلك المواقف التي نتخذها لأنفسنا. قال جبران: لا تعش نصف حياة ولا تمت نصف موت.. لا تختر نصف حل.. ولا تقف في منتصف الحقيقة.. لا تجالس أنصاف العشاق ولا تصادق أنصاف الأصدقاء!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
على مفترق الشعور.. نكون أو لا نكون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العمامة أفيون الصفوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى الصور والتصميم (الفتوشوب و الفلاش )-
انتقل الى: