عبدالرحمن القرني
من المتعارف عليه أنّ أيُّ عمل لا يمكن لنا الحكم بنجاحه أو فشله ما لم نعطه الوقت الكافي الذي يجعل قرارنا في نهاية الأمر مبنياً على أساس منطقي بعيداً عن أيّ مسببات أخرى لا علاقة لها بالواقع والمنطق، لأنّ الحكم بفشل أي عمل ومحاولة التقليل منه أو إحباطه قبل أن يُعطى الفرصة كاملةً يظلُ في النهاية ضرباً من عدم الإنصاف القائم على شخصنه واضحة بعيدة كل البعد عن الواقع.
نادي الاتحاد الأقدم بين الأندية السعودية وأحد أبرز الأندية التي تنافس على كل البطولات محلياً وقارياً شهد خلال الخمس سنوات الماضية فريقاَ من الإدارات وصلت إلى ست إدارات بين المكلفة والمنتخبة ولم تكمل أي منها عامين كاملين، يتحيّن المتربصون بالنادي الفرصة بضياع بطولة أو مشكلة إدارية لتبدأ بالمطالبة برحيل هذه الإدارة حتى تستجيب لهذه الضغوط وتأتي من بعدها باستراتيجيات مختلفة وكوادر مختلفة ثم تدور نفس العجلة من جديد ويبقى الدوران في نفس الفلك، فلو مرّت مثل هذه الأجواء بأيّ من الأندية الأخرى لوصل ربما إلى مرحلة أسوأ مما يمر به النادي في الوقت الحالي.
بدأت مرحلة عدم الاستقرار وفقدان التوازن الاتحادي عندما تم تكليف المهندس جمال أبو عمارة بعد استقالة منصور البلوي ليأتي بعده وبالانتخاب واقتناع كل الشرفيين الدكتور خالد المرزوقي الذي استطاع أن يسير بالنادي لتحقيق بطولة كاس خادم الحرمين الشريفين للأبطال من أمام الهلال كآخر العهد الاتحادي بالبطولات عام 2009 والوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا ليعلن عن استقالته بنهاية الموسم بعد الهجوم الإعلامي والجماهيري الذي وصل حتى لأسرته ليأتي الإجماع من بعض الشرفيين على إبراهيم علوان الذي أكمل موسماً بالتكليف ليتم عقد الجمعية العمومية وانتخاب اللواء محمد بن داخل ولم يكمل العام بعد تخلي أعضاء الشرف عن دعمه ليعلن تخليه عن المشهد وتكليف نائبه أيمن نصيف بإدارة شؤون النادي إلى أن عقدت جمعية أخرى بداية الموسم الحالي وتنصيب إدارة المهندس محمد فايز مع مجموعة من الشباب لتصطدم برقم فلكي من الديون التي أطاحت بمخططاتها ومعها استطاعت أن يبقي الوضع مستقراً نوعاً ما إلاّ أنها وقبل انتهاء عامها الأول بدأت بعض الأصوات الإعلامية تتعالي مطالبة برحيلها والبحث عن أخرى وهي الاسطوانة الموسمية التي تضر بالنادي وتصل به للدخول في مرحلة (توهان) ربّما تطول أن لم تجد من الاتحاديين أنفسهم الوقوف الصادق مع أي إدارة ودعمها مادياً ومعنوياً وتقييم عملها مع نهاية فترتها الرئاسية خلال أربع سنوات.
الجماهير الاتحادية هي حجر الزاوية في المشهد الآن فإمّا أن تتجاوب مع مطالبات (غير منطقية) ظاهرها الغيرة على مستقبل النادي وباطنها تصفية حسابات شخصية مع أعضاء هذه الإدارة والمتضرر في نهاية الأمر هو الكيان، لنفرض أن المهندس محمد فايز وإدارته أعلنوا استقالتهم غداً.. هل سيكون للمحرضين على استقالتهم القدرة على ضمان إدارة تأتي بعدها وتعمل ما لم تستطع عمله أم أنها فقط اسطوانة تتكرر لشيء لا يتعلق بمصلحة النادي؟!