وداد الكواري
كتاب ما قبل النوم عادة ما يكون رواية لست متأكدة ما اذا كانت تستحق القراءة ام لا. روايات أدخرها للسرير فاذا شدتني صفحاتها ادخرتها للنهار ويقظة النهار..أما اذا كانت متوسطة القيمة فيكفيني الاستغراق في النوم من عبء التنقل بين صفحاتها ،
من هذه الروايات كتاب من جزءين يروي وقائع خروج أسرة يهودية من مصر ومعاناة أفرادها من الغربة أو حيث ظل عائلها بطل القصة والتي تقوم ابنته بسرد حكايته متشبثا بمصريته ومصمما على عروبته ولم ير في امريكا حيث عاش ومات جمالا يضاهي جمال مصر بأناسها وشوارعها وكل ما فيها، تابعت القراءة بنصف عقل ثم وجدتني افتح عيني على سعتهما وأنا احدق في السطور غير مصدقة ، في الفصل الاول تصف الكاتبة في روايتها الرجل ذا البدلة البيضاء الشركستين صوت أم كلثوم وتتحدث عن أهمية يوم الخميس الاول من كل شهر حيث يتحلق الناس بكل اعمارهم حول المذياع للاصغاء لصوت قوي مثير معبر يحلق بهم متجاوزا كل الحدود الى عالم الاحلام ، وتمضي في الوصف بما يليق بالسيدة كوكب الشرق، وقبل أن اقلب الصفحة يستوقفني تعليق المترجم في نهاية الصفحة بخط صغير «الصحيح أنها ابنة منشد» لا افهم معنى هذا التعليق واضطر مكرهة لقراءة المقدمة مرة اخرى لأفهم ,فيتضح لي أنها اي الكاتبة ذكرت ان والد ام كلثوم كان اماما في حين انه منشد، اشكر المترجم للتوضيح وأمضي في قراءة الصفحة الثانية والثالثة وفي الصفحة الرابعة تعود للحديث عن أم كلثوم وهذا ما أثار دهشتي واطار النوم من عيني اذ تقول لوسيت لينادو: في سنوات لاحقة وصل الى مسامعي أن سيدة الغناء الشهيرة المسلمة أم كلثوم التي تربت في قرية صغيرة حيث كان أبوها اماما كانت خليلة لأبي....وكان هناك قلق شديد من أن تصل كلمة واحدة بشأن علاقته بأم كلثوم الى مسامع العائلة ، ليس فقط لانه لم يكن أمرا هينا أن مطربة لها مكانتها ومحبوبة من الملايين تتورط في علاقة مع والدي الذي اشتهر بصولاته وجولاته النسائية، وكان من غير المعقول أن نجمة تتحدث كل اغانيها عن مظاهر الحب واشواقه وماله من سطوة على المحبين وسيطرته على مشاعرهم وافكارهم أن تتورط في علاقة عابرة مع أبي الذي كان هوسه بالحب قد استحوذ على كل مشاعره,» وقبل أن اقلب الصفحة ينبهني المترجم مشكورا للخطأ الذي وقعت فيه الكاتبة فيعلق «مرة أخرى كان والدها منشدا..والله جزاه الله كل خير .هذا اللي قدر عليه كما نقول بالعامية..خطأ لا يغتفر الخلط بين وظيفة الاب وعادي جدا أن تكون الابنة غير العادية خليلة ليهودي....أتابع القراءة وسط ذهولي ,فالكاتبة لم يكفها هذه التهمة التي لم نسمع بها قط وانما هي مستاءة من كون والدها زير النساء الدون جوان الوسيم قد تورط في علاقة مع فتاة تفتقر للجمال ,فها هي تقول بكل صفاقة: ان ما كان سيصيب العائلة بالدهشة هو أن أبي ذاك اليهودي المخلص لدينه سليل الاجيال المتتالية من الحاخامات اليهود المشهورين يمكن أن يتورط في علاقة حب مع امرأة عربية عرفت هي أيضا بأنها مسلمة, وربما كان سبب الدهشة أن هذا الخبير بالجمال الانثوي الذي لا يتنازل عن أن تقع عيناه على امرأة الا وهي متوافقة بدقة مع مقاييس الجمال التي يعتد بها, يمكن أن يرتبط بامرأة غير جذابة رغم ما يزخر به دولاب ملابسها من أزياء جميلة، امرأة كان اجمل ما فيها هو موهبة صوتها الفائقة «توقفت عن القراءة وطفقت ابحث عن العبارة الجليلة «كان والدها منشدا» لم تكن موجودة، أدى الرجل ما عليه وانتهى الامر، بقي ان الكتاب طبعته دار نشر مصرية للأسف الشديد.
موضوع: للأسف 
الأحد نوفمبر 11, 2012 1:22 pm
