شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عنترية الرجال وبقايا الجاهلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

عنترية الرجال وبقايا الجاهلية  Empty
مُساهمةموضوع: عنترية الرجال وبقايا الجاهلية    عنترية الرجال وبقايا الجاهلية  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 11, 2012 1:25 pm

د. سامي الجمعان

موقفان لن يغيبا عن ذاكرتي ما حييت، أولاهما حين شاهدت ذات يوم سيارة تتوقف بشكل مفاجىء على جانب الطريق، ويترجل منها شاب عشريني حاملا عصا غليظة، يفتح باب سيارته الخلفي ينهال بعصاه ضربا على مجموعة من الأطفال بدا لي أنهم اخوته الصغار، ولكن بعنف لا يمكن أن يوصف او يجسد، كان المارة - وأنا أحدهم - يستمعون إلى صرخات الأطفال الأبرياء بينما الشاب ينهال عليهم دون رحمة أو انسانية ويسب بألفاظ نابية، وبمجرد أن لاحظ توقف أكثر من سيارة بجانبه قفز إلى السيارة وطار كالريح مسرعا وبشكل جنوني وسط عويل ونياح براءة من معه من الأطفال.
المشهد الثاني وكنت أتمنى أنني لم أشاهده لأنه حفر بذاكرتي ألما لا أستطيع مسحه ولا نسيانه بأي حال من الأحوال، كنت أسير بسيارتي خلف سيارة (جيب)، وإذا بقائدها الذي بدا عليه الغضب والانفعال عبر حركة يديه يسحب عقاله من على رأسه وينهال ضربا على المرأة التي بجانبه في غمرة القيادة، وبطريقة وحشية حيث كان يمسك بالمقود بيد بينما اليد الثانية تنزل كالصاعقة على جسد هذه المرأة المسكينة، توقف واعتقدت أن الأمر انتهى وإذا به يلتفت على الفتاة التي تحاول الدفاع عن والدتها لينزل على جسدها الضعيف بالوحشية ذاتها، هذا كله يجري والسيارة تسير في طريق عام ووسط ازدحام شديد، وفجأة هدأت عاصفة الرجل واكتفى بوجبة العنف التي قدمها ساخنة لفريستيه البائستين وواصل القيادة في مشهد لا حضاري ولا انساني ولا بشري ولا ولا ولا.
نعم لنواجه ذواتنا ونعترف بأننا حيال نسق اجتماعي بليد يعيش بيننا حتى اللحظة، ولا يزال يكرس فكرة المرأة الرقم الذي يطرح ويجمع ويقسم بإرادة الرجال وبحسب هواهم، وان ضرب الرجل لهن واهانته لكرامتهن أمر عادي ومقبول اجتماعيا، من باب تأديبها وقوامته عليهامن أين أتتنا هذه الوحشية والعنترية الذكورية البليدة، وكيف تحول أشباه الرجال إلى وحوش ضارية! آملا ألا نزيف الحقائق لنعتبرها مجرد حالات وممارسات فردية؟، بل واجبنا أن نكون موضوعيين ونقول هي ثقافة الجاهلية التي لا تزال ضاربة أطنابها في تركيبة بعض فئات مجتمعنا، ولا تزال الأجيال تتناقلها بما نكرسه من مفاهيم تحقيرية للمرأة ومكانتها الاجتماعية؟
عليك عزيزي القارىء أن تتخيل معي فظاعة المشهدين السابقين! ثم تخلق في خيالك مشهدا مشابها لما يمكن أن يواجه النسوة والأطفال داخل جدران المنازل، فإذا كانت هذه الممارسات الذكورية الوحشية تجري على مسمع ومرأى من الناس وعلى قارعة الطريق، فلن يكون حال المرأة والأطفال مع هذه الوحوش البشرية الضارية بأقل ولا أفضل حين تجري بين الجدران، حين توصد الأبواب وتغلق النوافذ، ولا معين إلا الله، ولا شاهد إلا هو سبحانه.
نعم لنواجه ذواتنا ونعترف بأننا حيال نسق اجتماعي بليد يعيش بيننا حتى اللحظة، ولا يزال يكرس فكرة المرأة الرقم الذي يطرح ويجمع ويقسم بإرادة الرجال وبحسب هواهم، وان ضرب الرجل لهن واهانته لكرامتهن أمر عادي ومقبول اجتماعيا، من باب تأديبها وقوامته عليها، وهو بالتأكيد ليس رأي ديننا الحنيف، الذي أمر بالتلطف والتأدب والرأفة مع النساء والأطفال، فمن أين لنا هذه الثقافة الجاهلية يا بشر؟.
ألستم معي في أن الشاب الذي تحدثت عنه في مستهل المقال والذي ضرب جملة الأطفال ضربا مبرحا هو نتاج تعنيف أسري وقع على أمه وأخواته على يد أب شرس يدخل ضاربا ويخرج ضاربا، وينادي شاتما، ويرد سابا، وفي كل الأحوال فالوحشية التي صدرت من هذا الشاب لاخوانه الأطفال المساكين القابعين في الكرسي الخلفي للسيارة كانت مؤلمة مؤلمة مؤلمة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
عنترية الرجال وبقايا الجاهلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى المــلاحـظـات والشكاوى-
انتقل الى: