العسكري ومُعضلة إمتلاك المنزل

عبداللطيف الملحم
في منظرٍ مؤثِّرٍ شاهدت مثل غيري في التلفزيون السعودي تغطية تعزية سيدي وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف لأسرتَي شهداء الواجب في منطقة جيزان ،و الذين تم إستشهادهم في محافظة شرورة. و الكلُّ يعلم و لِلَّه الحمد بأنَّ دولتنا تولي عنايةً خاصة لأسرة أيّ شهيد ضحى بحياته. و تقوم القطاعات العسكرية سواءً وزارة الدفاع أو وزارة الداخلية أو الحرس الوطني بالإعتناء بعائلة من يتوفاه الله أثناء أداء الواجب.
و من المعلوم بأنه من فترة و أخرى يتعرض ممّن هم في السلك العسكري للإعتداء من أيادي غاشمة سواءً من أعداء هذا الوطن الغالي أو مِن مُهرّبي سموم المخدرات. و جميلٌ أن نرى إهتمام الدولة, و لكن مِن أكثر الصعوبات التي تواجه الضابط أو صف الضابط ،هو بناء البيت و منزل العمر. و نظراً لِكِبَر مساحة المملكة فأن العسكري لدينا يكون بُعد العسكري عن عائلته، و خاصة ممن يعملون في أماكن حدودية لا يستطيعون متابعة أمور التخطيط لبناء المنازل الخاصة بهم.
و لذلك من المؤمّل من حكومة المملكة بقيادة مولاي و سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز و ولي عهده سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أن يكون هناك آليةٌ لكي يتمكن الضابط أو الفرد من إمتلاك بيت بواسطة الخصم الشهري من الراتب، بحيث ما أن تبلغ خدمة العسكري حوالي عشرين عاما إلّا و كان لديه منزل يأويه و يأوي أسرته. بحيث ما أن يتم إحالته للتقاعد يكون مرتاح البال. فالمواطن في السلك العسكري كثير التنقّل بين مناطق المملكة ،و كذلك إرتباطه بعمله قد لا تترك له فرصة لبناء منزل دون أن يكون هناك آلية تساعده على إقتناء منزل. و تكون الآلية بأن تمنح أراضي من الدولة للقطاعات العسكرية و يتم بناؤها بآلية مشابهة لِما تقوم به شركة ارامكو السعودية أو سابك.
و قد لاحظ الجميع بأن أيَّ منسوبٍ للقطاعات العسكرية يكون دائماً يتأخر كثيرا في بناء البيت ،و حسب نظام التقاعد للعسكريين فإن العسكري عادة يتقاعد قبل زميله في القطاع المدني دون النظر لعُمر العسكري. و بعد التقاعد يكون من الصعوبة بمكان أن يستطيع العسكريُّ من بِناء منزل براتبٍ تقاعدي.
وفي الختام فإن الكلَّ يعلم ما يقوم به أبناء هذا البلد مِمّن هم في القطاع العسكري ،و الذين إنضموا له و هم جاهزون في أيِّ وقتٍ للتضحية من أجل هذا الوطن.