د. عبد العزيز حسين الصويغ
لفت نظري مقال كتبه الصديق الدكتور إحسان أبو حليقة بعنوان: (أقدم لكم .. عَكَاش الثاني) حسبت بداية أنه يتحدث فيه عن توفيق «عكاشة»الإعلامي المصري، وهو رئيس مجلس إدارة قناة الفراعين، وهي قناة مصرية هو مالكها ونجمها الأوحد بطروحاته الغريبة والمثيرة للبلبلة والجدل.وقد حكم عليه في مارس 2012 الماضي بالسجن لمدة ستة أشهر لإدانته بسب وقذف والدة الشاب خالد سعيد الذي توفي بسبب الضرب المُبْرح على يد عناصر من الأمن بمحافظة الإسكندرية في يوليو2010. واصفا ابنها بأنه شهيد البانجو!!
***
لكن وجدت الدكتور أبو حليقة يتحدث عن عكاش هندي .. متمثلاً في حاسب «عكاش الثاني» Aakash 2، وهو النسخة التي طال انتظارها لمنافسة تابلت «الآيباد». السعر المقترح للتابلت عكاش الثاني 2263 روبية هندية أي نحو 42 دولاراً أمريكياً (158ريالاً سعودياً). وستقوم الحكومة الهندية بشراء 5,86 مليون وحدة من هذا الجهاز لتعميمها على طلبة المدارس والجامعات الهندية، وسيبدأ التوزيع اعتبارا من 11 نوفمبر. ويرى الدكتور إحسان أنه «من الصعب تقبل أن الهند ستوزع تابلت عكاش على طلبتها وتلاميذها، في حين أن تلاميذنا مازالت حياتهم الدراسية ورقاً في ورق»! ويطالب بتحرك وزارة التربية والتعليم من خلال برنامج الملك عبد الله لتطوير التعليم، ومساهمة جامعاتنا وشركات القطاع الخاص بتطوير برمجيات تعليمية وترفيهية بما في ذلك الألعاب وتطبيقات حياتية للتلاميذ والطلبة وللأسرة والمزارع والراعي وصاحب المؤسسة متناهية الصغر ومن يعملن من بيوتهن.
***
المؤسف أن نجد دولاً أقل منا دخلاً، وأخرى أكثر منا سكاناً، تهيئ لمواطنيها ما نعجز نحن بكل ما هيأته الدولة من ميزانية ضخمة للتعليم عن تحقيقه. والهند ليست المثال الوحيد، فقد نجحت دولة مثل دولة الأورجواي في أن تُصبح الأولى في العالم التي توفر جهاز كمبيوتر محمول لكل طالب في المدارس الابتدائية، كجزء من مشروع «جهاز كمبيوتر محمول لكل طفل». هذا المشروع كلف دولة أورجواي 260 دولاراً (975 ريالاً) لكل طفل بما في ذلك تكلفة الصيانة، وإصلاح الجهاز، وتدريب المعلمين، وتوصيلات الإنترنت. وتمثّل التكلفة الإجمالية لهذا المشروع أقل من 5 في المائة من الميزانية المخصصة للتعليم في هذه الدولة.
***
وهكذا فإن الفرق بيننا وبين الهند هو الفرق بين عكاشة .. عَكَاش، وبين غزال واحد .. وغزال شارد، و«ياغزال.. ياغزال .. فينو، اللي سافر ياغزال .. فينو؟»... وهو سؤال طرحناه متأخراً بعد أن أتضح أن «غزال»كان مجرد وهم .. أكل عقولنا وتبخر!!
§ نافذة صغيرة:
[إنَّ أصدق شيء يصف مسرحية سيارة «غزال – 1» وسيارة«أصيلة»، ومن قبلها القفزات البهلوانية على تصنيفات الجامعات، مَثَل غربي يقول: «إننا نرى ما نسمعه»..(فمشروع غزال) هو الهدر بعينه للمال العام، بل استخفاف بحق الوطن والمواطن.]د. محمد القنيبط