ظل الاعتقاد سائداً "هنااااك بعيييد" بأن الجنس الأفريقي لا يصلح للقيادة؛ فتساءل الأميركي/ "يوجين أونيل" في مسرحيته (الإمبراطور جونز) سنة 1920م: ماذا لو أتاح القدر الفرصة لأفريقي أميركي أن يحكم؟ حيث يتمكن (جونز) السجين بتهمة القتل من الهرب إلى قرية كاريبية، سرعان ما يصبح حاكمها الأوحد مستثمراً جهل أهلها وتخلفهم، لكنه بدل أن ينقل ما عرفه من الحرية والديموقراطية تحول إلى ديكتاتور أناني لا يهمه إلا المحافظة على منصبه الرغيد ولو كان على حساب من توسموا فيه الخير والحكمة، وصار أقرب معاونيه وأوسعهم نفوذاً هو من يتقن حك ظهره!
أما القدر فكان أكرم من "أونيل" فأتاح للأفريقي "باراك أوباما" أن يحكم "الدول المتحدة الأميركية" لفترتين، فكيف جاء وماذا فعل بالحكم؟
لقد نشأ كما نشأ "الإمبراطور جونز" في الطبقة السوداء المسحوقة حتى في أعظم دول العالم، وتقلب في بؤس الطفولة الممزقة بين أب "كيني" مسلم وضعه شهوة ـ زواج "مبعاث" ـ و"آن دونهام": مسيحية بيضاء وضعته كرهاً، وانتقلت به مع زوجها المسلم الإندونيسي/ "ستورو" ـ ستورو ما واجهتم ـ ليدرس سنتين في"أولى/ مطبخ" و"ثاني/ مقلط" قبل أن ينتقل مع جديه لأمه "حمولة دونهام" هنااااك ليحظى بتعليم بعيييييد عن أي "كآئيب"شرقية!
وفي أتون المراهقة المجنونة، رغم تفوقه العلمي ـ وربما بسبب المذاكرة ـ وقع في مستنقع المخدرات من "أبو ملف" و"قشطة" إلى الماريغوانا! والمخدرات لا توسط فيها فمدمنها لا بد أن ينتهي قاتلاً أو مقتولاً! واختار "أوباما" أن يكون ـ مثل "جونز" ـ قاتلاً؛ فسل سيف إرادته وقتل الإدمان والضعف، ثم سل سيف النجاح ليقتل به الفشل في كل موقعة، مقدماً نموذجاً تاريخياً ـ مثل"مارتن لوثر كنج" و"كافور" ـ يؤكد لكل سجناء الجلد الأسود السميك أنهم إن لم ينتصروا داخله فلن تقوم لهم قائمة خارجه!
ويبدو أن العرق الشرقي كان قوياً، فورث "أوباما" الفصاحة حتى أصبحت خطبه دروساً في علم التلقي والتأثير في الجماهير، بل ورث الشعر أيضاً وراح يتغزل بالسيدة/ "ميشيل" في كل "تغريدة"، فلن تفاجأ لو وجدته يترجم دعاية جده "اللوني" الزميل/ "عنترة" لمعجون أسنان الزميلة/ "عبلة":
فوددت تقبيل السيوف لأنها * لمعت كبارق ثغرك المتبسم!
وسنثبت في المقالة القادمة، أنها رومانسية زائفة تسير على المبدأ العربي الأصيل: أعذبه أكذبه!!
لكن"أوباما" مع كل هذه الثورات على ظروفه وجلده ومجتمعه وثقافته لم ولن ولا يريد أن يثور على النسق السياسي الخارجي الأمريكي الجاثم على صدر العالم منذ الحرب الكونية الثانية!
أما أجمل حبة خال في وجه التاريخ الأبيض فهو الشيخ ابن الشيوخ/ "نيلسون مانديلا"، وقد كتبنا عنه مرارات كثيرة، قلنا في آخرها: ارحل يانيلسون؛ لعلهم يتعلمون منك شرف الموت، أولئك الذين لم يتعلموا منك نبل الحياة!
محمد السحيمي
موضوع: حبوب الخال.. "هنااااك بعييييد"! 
الأحد نوفمبر 11, 2012 3:33 pm
