عابد خزندار
لاحظتُ أثناء إقامتي الطويلة في باريس قلة النفايات فيها، وتوجد في الدور الأرضي في معظم البنايات غرف مغلقة للنفايات، تحتوي على ثلاث حاويات صغيرة، إحداها للقوارير الزجاجية، والثانية للقوارير البلاستيكية، والثالثة للنفايات العادية، وغالبا ما تمتلئ هذه الحاويات، وقد لاحظت بصفة خاصة عدم وجود بقايا طعام، وفي ساعة معينة من كل يوم تأتي سيارات جمع النفايات، وتفرغ الحاويات بحيث لا تظل مدة طويلة في الشارع، ثم هناك مصانع لتدوير النفايات، بحيث لا يظل أي أثر لها يلوث البيئة، ولذلك كان من أكبر همومي أن أوعي الناس في بلادي، بأهمية تدوير النفايات، وكان أول مقال كتبت عنه في هذا الموضوع في صحيفة الرياض العدد رقم 16172 الصادر في 23 صفر 1428 الموافق 13 مارس 2007 أي قبل خمس سنين، وأيامها أعلن عن تأليف شركة تحت مسمى " بيئة الوطن " برأس مال قدره مليار ريال لتدوير النفايات، وفي نفس الوقت تألفت شركة في الرياض لنفس الغرض برأس مال قدره 534 مليون دولار، ولا أدري ماذا حدث لهاتين الشركتين، وهل تألفتا فعلا وباشرتا نشاطهما أم لا؟
لأننا ما زلنا نتحدث عن تدوير النفايات وكأنه لا توجد أي شركة تعنى بالتدوير، فمثلا قام معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بتوعية الحجاج بأهمية مفهوم تدوير النفايات، فلو كانت هناك شركة للتدوير لما احتاج المعهد إلى هذه التوعية، على أن المفروض أن توجه التوعية إلى المسؤولين في البلديات والأمانات، والمستثمرين، أما الحجاج فليس لهم من الأمر شيء.