تركي الدخيل
ليس شرطاً أن تكون حركياً حتى تكون مسلماً صالحاً. لم يكن علماء هذه البلاد ولا كبار العلماء المسلمين من الحركيين، والزهاد والعباد كانوا من المتبتّلين الذين هجروا متع الدنيا والتنافس على عقود الإعلام، وتأسيس القنوات ليكونوا في مساجدهم ومصلياتهم يختمون القرآن ويلهجون بالذكر والدعاء.
لم يكن كبار الزهاد والعباد من الحركيين، ومع ذلك كانوا أوفر على سمات التقوى والعبادة والزهد من الحركيين الذين يصمون آذان عباد الله صباحاً ومساءً بكلامٍ يدور حول ذواتهم أكثر مما يدور حول جوهر الدين.
وكم شغب الحركيون على علماء كان لهم الصوت الأعلى بكشفهم. ولنا أن نتذكر عبدالعزيز بن باز ومحمد بن عثيمين، ومحمد ناصرالدين الألباني وغيرهم من العلماء الربانيين الذين كانوا يهتمون بالعلم والمعرفة، ولا يبددون أوقاتهم بالتنافس على فتات الدنيا. هؤلاء هم فعلاً علماء الدين الذين أحبهم الناس وصدقوهم.
لا يصدق الناس عادةً الذين يوقعون عقوداً بالملايين ليتحدثوا للناس عن الزهد، ولا عن الذين يبحثون بكل لهاث و(عبر الدين) عن الجماهيرية ثم يتحدثون للناس عن كراهية الظهور وحبهم للعزلة وأن الجماهيرية جاءتهم اضطراراً لا اختياراً!
الدين نعرفه، إنه دين جداتنا وآبائنا المتبتّلين بمساجدهم ومصلياتهم، هؤلاء هم المسلمون فعلاً. أما الحركيّ فهو الذي يقوم بأعمال مافيوية سرية ويريد قلب أنظمة الحكم، ويفجر القطارات والمكاتب ثم يصوّر وصيته في فيديو يتلو ببداياته آيات من القرآن الكريم وسنة النبي عليه السلام. أو ذاك الذي يدعي المدنية ويدعو للمفجر ويرافع عنه.
الإسلاميون هم أبناء مجتمعنا الذين يصلون ويصومون ويزكون ويحجون ويذكرون الله ويعبدونه، ويتمسكون بسماحة الإسلام، أما الحركي فهو الذي يستغل المساجد لإدارة أعمال حركته التي يعتبرها دون قصد أحيانا لب الحقيقة وحظيرة الدين حتى لو كان يدعو الى العنف، ويخبئ القنابل بالمصاحف. المسلمون هم نحن وأهلنا ومجتمعنا ببراءته الأصلية وغيرنا ممن أعلن الشهادتين. الذي يتوضأ ويحمد ويشكر ويعتدل في حياته ويعبد الله على صدق. أما الحركي فموضوع آخر!
علينا أن لا نسمح للحركيين بأن يستغلوا الإسلام ويصِموا أنفسهم به، إخراجاً لغيرهم منه، بل الإسلام هو الذي جعل كبار العلماء يرفضون العطايا والأموال لأنها جاءتهم بسبب كونهم ممثلين للدين لهذا يشعرون بشبهتها، أما هؤلاء الحركيون فلا يتوانون عن أكل أموال الناس بالباطل، وقد سمعنا عن الشاب الذي جمع سبعة ملايين درهم لتنظيمٍ سري!
موضوع: التفريق بين المسلم والحركي 
الأحد نوفمبر 11, 2012 5:33 pm
