ديـوان البرعي .. من روائع الصوفية

عبدالله عمر خياط
تفضل أخي الأستاذ عبد الله إسماعيل قربان وحمل إلي من باريس نسختين من (ديوان البرعي). وعندما سألته والنسخة الثانية لمن ؟ قال : لمن تحب. قلت هي إذن للأستاذ الشاعر محمد صالح باخطمة فهو أعرف الناس بقيمة الشاعر ومكانته .. وقد أكد لي ذلك بما تحدث به إلي بعد استلامه الكتاب الذي اعتنى به الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيلاني الذي يقول في المقدمة :
الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن علي البرعي اليماني، هو من الذين وجدوا في الشعر خير معين لهم للتعبير عن مواجيدهم القلبية وأذواقهم الروحية، فجادت قريحته الشعرية ناهلة من مدد التجليات الربانية المنتشرة في الآفاق الكونية، والمنطوية في النفوس الإنسانية، كل بحسب قابليته واستعداده، فكان هذا الديوان الذي نقدمه للقراء الكرام، ضمن مجموعة الكتب، التي نقوم بتحقيقها وتنقيحها وتصحيحها والتعليق عليها ونشرها بأبهى حلة، خدمة لمقام الإحسان، مقام أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، مقام التربية والسلوك إلى حضرة ملك الملوك، وعلام الغيوب.
ويعتبر هذا المقام الركن الثالث من أركان الدين الإسلامي الكامل بعد ركني الإسلام والإيمان، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما ونصه : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال : يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر. قال: يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال : يا رسول الله ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فهو يراك، قال : يا رسول الله متى الساعة؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ثم انصرف الرجل فقال : ردوا علي فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا فقال : هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم )، رواه البخاري.
ويضم ديوان الشيخ البرعي قصائد رائعة. وقد اعتمدنا في نشره على مخطوطة المكتبة الأزهرية، وبما أن قصائد الديوان غير مرتبة القوافي أعدنا ترتيبها حسب القوافي بدءا بقافية الهمزة وهلم جرا.
رحم الله الشاعر البرعي وشكرا لأخي عبد الله قربان على هديته الثمينة.
آيـــة : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ). البقـرة :281..
وحديث : قال صلى الله عليه وسلم : «من عادى لي وليا قد أذنته بالحرب».
شعر نابض: من شعر البرعي:
دم المحب على الأطلال مطلول
وسيف سحر عيون العين مسلول.