د. نجلاء أحمد السويل
إن الأسرة هي المسؤول الأول والأساسي عن سلوك الأبناء فالهيكلة الواضحة والحازمة في التربية تجعل الأبناء ينصاعون لأوامر الأسرة وقوانينها والأنظمة التي من المفترض أن يبنيها كل من الأب والأم داخل جدران المنزل ولا تعني كلمة أنظمة القسوة والتعسف، ولكن تعني الترتيب وانتقاء الأولويات وإنجاز المهام من خلال إدراك الواجبات والوعي بالحقوق، ولكن هناك بعضا من الأسر التي لم تضع أي نوع من أنواع تلك الهيكلة التربوية القائمة على التوعية أولا وليس لغة الزجر والأمر والضرب والتعنيف التي تحولت في الوقت المعاصر إلى النقيض من التربية الفاشلة التي تتمثل في تلبية الرغبات والطلبات للأبناء دون رقيب، أضف إلى ذلك ضعف العلاقة بين الآباء والأبناء بصورة تجعل الوالدين مغيبين عن سلوكيات الأبناء، وهذا يعني أن دور الأسرة بدأ يضعف كثيرا الأمر الذي ترك المجال للأبناء لاستغلال تلك الثغرات، وهذا ما يشير إلى أن الأسرة فعليا لم تعد المحرك الأول للطفل، أو بالأصح للمراهق، ولكنها أصبحت في بعض الحالات الأسرية مجرد مصدر مادي ليس أكثر، وبالتالي فإن المحرك الأول الآن هو المدرسة وهي التي من خلالها يصغي الطفل لما لا يصغي إليه من أبيه وأمه في المنزل فيتعلم الجديد، وكلما كان المعلم ناجحا كانت العلاقة الإيجابية أشمل في تلقين التعليم وتفعيله.
ولعل الطفل في عمره الباكر يحتاج إلى تعلم بعض المواد الدراسية، ولكن في عمر أكبر فهو يحتاج إلى تعلم موضوعات أشمل وأكثر ارتباطا بالواقع، إضافة إلى المقررات المطروحة، وبما أن الأسرة لم تعد تؤثر في بعض الأحيان، فإن الأنشطة من الموضوعات التي يجب أن تنجح المدرسة في تناولها سواء الصفية أو اللاصفية والتي تطرح كل ما يتعلق إرشاديا بمشكلات الطلاب، وتحديدا فإن المجتمع في حاجة إلى موضوعات تتعلق بكل ما يخص الجوانب الإرشادية في القيادة والسرعة والآثار الجانبية للاستخدام السيئ للطريق والسيارة، ويفضل أن تبدأ تلك الأنشطة بالتوجيهات من الصف السادس الابتدائي حتى يتشربها الطالب هنا فعليا ويدرك سلبياتها الحقيقية لأنه في عمر متقدم بعد ذلك لن يتقبل أصلا التحدث عن هذا الموضوع، فالأمر لم يعد عابرا والصحف يوميا تسجل حالات وحالات من الوفيات يوميا والشباب لا يزال يصر على التفحيط والاستهتار بالسيارة وبالآخرين في ضوء غياب التأثير الأسري وانعدام الوعي بالمخاطر وتقديرها لدى بعض الشباب مع أن الأسرة هي من يدفع الثمن.. إذا الأمر في غاية الخطورة ويجب أن ينظر هذا الأمر من محمل الجد، حيث نسجل نسبا عالية جدا للحوادث.. ترى ما السبب.. نحتاج إلى مقررات إجبارية للطلاب للتوعية.. نحتاج إلى أنشطة يخلص من خلالها المعلم في تقديم التوعية للطلاب ابتداء من مرحلة الابتدائي نحتاج إلى كل ما يعدل من ظاهرتي التفحيط.. والسرعة.