شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 4- العوامل غير المرئية في الإصلاح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

4- العوامل غير المرئية في الإصلاح Empty
مُساهمةموضوع: 4- العوامل غير المرئية في الإصلاح   4- العوامل غير المرئية في الإصلاح Icon_minitimeالأحد ديسمبر 09, 2012 5:37 am

في قصص النجاح كافة، سواء أكانت أممية أم فردية هناك عوامل غير مرئية - يمكن تسميتها بالعوامل الخفية – لا يلتفت إليها كثيراً، تلك العوامل هي بمثابة: (الروح المحركة) لجسد النجاح وأطرافه، إنها تشبه الروح من حيث عدم إمكانية مشاهدتها لكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار وجودها، وفي التجارب الإصلاحية وتعقيداتها علينا أن نكتشف الروح الخفية المستترة، وفي ذلك يذهب (جوستاف لوبون) إلى أن المفكر غير العميق هو: "من يجهل روح الشعوب والأمم والأفراد والجماعات"، ويؤكد (مونتسكيو) صاحب كتاب روح الشرائع على أمر قريب من ذلك حيث يرى أن "انهيار الحكومات يبدأ مع انهيار المبادئ التي أسست عليها " وهو يتكلم هنا عن المبادئ العامة والأسس التوافقية غير المكتوبة التي يقوم عليها العقد الاجتماعي.

وفي نظرنا إن إغفال العوامل غير المرئية وآثارها في نهضة الشعوب أو تراجعها سيقود إلى مايشبه (الموت الدماغي) لأي مشروع إصلاحي .


بعض الأشجار المثمرة لا يمكن أن تنبت إلا في بيئات ملائمة لها، فلو غرست في غير أرضها لماتت، كذلك (شجرة الإصلاح) لا تنمو إلا في بيئة صالحة، فالدول المؤسسة على عقيدة دينية أو أيدلوجية فكرية لا ينجح الإصلاح فيها إلا إذا انسجم مع منطلقاتها وروح تقاليدها الفكرية والسلوكية، وعندما يقع أي تصادم بين الإصلاح وروح الثقافة الشعبية فإن مآل الأمور إلى بروز أزمات تتسبب في الشلل وفقدان الحراك البناء، كما رأينا في الحالة السوفيتية وكذلك في الحالة العثمانية حيث انتهتا بالانهيار وقيام ثورة مضادة ألغت القديم واستحدثت هوية جديدة وهياكل أخرى .
ومع أن هذا الأمر هو في غاية الوضوح إلا أن كثيراً من المشاريع الإصلاحية كررت الخطأ نفسه، وتهاونت في هذا المبدأ الإصلاحي الأهم أو قللت من شأنه ، وربما أوهمت نفسها أنها آخذة به ولكنها في الحقيقة انحرفت عنه مع تطور مسارات الإصلاحات، لهذا أجدني مضطراً إلى التشديد على أنه هو (حياة الروح) والمحرك الحقيقي للإصلاح، بل يجب على أي مشروع إصلاحي أن يراجع بصفة مستمرة مدى استقامته وتمسكه بهذا المبدأ الذي ربما تسببت شدةوضوحه في غموضه وضبابيته .


هناك أمر لا يركز عليه في دراسة النماذج الإصلاحية الناجحة، ولذلك أعتبره من العوامل الخفية، ولتأثيره البالغ في (ديناميكية الإصلاح) تحديداً يستحق أن نشير إليه، وما أقصده هو: أهمية بروز قدوات إصلاحية متسمة بالنزاهة والصرامة الأخلاقية الفاضلة، تتنفس العدالة وتعيشها في تصرفاتها قبل أقوالها،هذه القدوات تجعل الإصلاح متجسداً في نماذج بشرية حية مشهورة بالاستقامة ونظافة اليد ومجانبة الفساد، وفي التاريخ المعاصر نماذج عديدة تؤكد أهمية هذا العامل في إنجاح المشاريع الإصلاحية والنهضوية.

إن الإصلاح الحقيقي يصنع نجومه وقدواته في المجالات كلها، ولا يسبق إلى الذهن أني أتكلم هنا عن قائد وحيد ينفرد بالأضواء، بل على العكس تماماً الذي أريد توجيه الأنظار إليه هو ضرورة أن يفرز الإصلاح قدوات نزيهة في المجالات كلها تحظى باحترام شعبي وتقدير جماهيري وهذه عملية تلقائية تقوم بها الشعوب بعفوية ، وعندها تصبح تلك (القدوات) الإصلاحية ملهمة للعملية الإصلاحية، وتلهب المخيلة الشعبية، وترسخ (صوراً ذهنية إيجابية ) محفزة على الاستمرار رغم كل الصعوبات التي ستنشأ خلال تطور العمليات الإصلاحية في أطراف المجتمع وأحشائه ، وعندما يعجز المشروع الإصلاحي عن إفراز تلك القدوات فلابد أن يكون هناك خلل ما يكتنفه ويحيط به ، ولا أبالغ إن قلت : إن معيار القدوات مؤشر مهم على (صحة الجسد الإصلاحي) .


إن الاستمرار في المتابعة والتقويم والتحسين لمخرجات الخطط الإصلاحية ودمج ذلك في صلب الإطارات المؤسسية؛ يعد من أهم العوامل التي تغذي روح الإصلاح وتمده بأسباب النشاط والتجدد بلا تعثر أو تردد.

وفي المشاريع الإصلاحية الجادة يصبح (التفكير المؤسسي) قاعدة أصلية، لهذا نجد أن النجاح الإصلاحي يرتبط بمتابعة تنفيذ الخطط، ثم إجراء دراسات (قياس الأثر) لكل الخطط والمشاريع التنفيذية ،بحثاً عن إجابة واقعية لهذا السؤال: هل نفذت الخطط والقرارات أهدافها كما هو المؤمل أو لا ؟

وهذا يعني أنه لا بد من الانخراط بصفة دائمة في متابعة التنفيذ، مع المراجعة والتصحيح؛ لأن ديمومة تعديل الخطط بما يتفق مع المتغيرات المحلية والدولية أكبر ضمانة للنجاح بعد توفيق الله .


تخبرنا التجارب التاريخية بأن أهم سبب لفقدان الثقة في أي مشروع إصلاحي هو عدم إتمام بعض خطواته الأولية بعد الشروع فيها

أ.د خالد منصور الدريس
__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
4- العوامل غير المرئية في الإصلاح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 1- الحقائق الناقصة في (الإصلاح)
» الإصلاح الشامل
» 5- أولويات الإصلاح
» 3- الإصلاح المُستعار
» 2- عندما يتأخر (الإصلاح)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى الاخـلاص العــــام-
انتقل الى: