8 سنوات من التنمية والحوار والتسامح

إذ يحتفي الوطن والمواطن اليوم بذكرى البيعة فإنما الاحتفاء يكون بقائد عرف كيف يصنع مرحلة تاريخية في زمن ربما هو الأصعب على كثير من المستويات، لكن خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز أدار دفة السفينة باقتدار وحنكة لتستمر عجلة التنمية على المستوى الداخلي، ويستمر المواطن في حالة انتعاش تأتي استكمالا للعهود السابقة منذ زمن المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. أما على المستوى الخارجي فلعل التحولات السياسية الإقليمية والدولية زادت من قناعة الملك عبدالله بأهمية دور المملكة ليتمثل امتدادها إلى العالم بعلاقات وطيدة وسياسة متوازنة جعلت من الحوار والتسامح رسالة لها إلى مختلف جهات الأرض.
أسس خادم الحرمين عبر 8 سنوات كثيرا من القواعد التي رسخت في ذاكرة أبناء الوطن، وزادت من التلاحم بين القيادة والشعب ليتجلى عقد البيعة في واحدة من أجمل صوره حين تحققت الغاية من الحكم الرشيد بارتقاء شأن المواطن وتحسين أوضاعه المعيشية ورفع اسم بلده بين الدول، فالمملكة باتت مدرسة عالمية للسلام بما أرسته ورعته من حوار بين الأديان والحضارات، وبين المذاهب والطوائف، وكذلك بما أنجز من لقاءات للحوار الوطني الفكري متوجة بمستوى رفيع من وعي المشاركين وإدراكهم لما يحتاج وطنهم من رؤى ناضجة لرسم خطوط تضاف إلى ما بعد من برامج مستقبلية.
لذلك كله، ولأمور أخرى تضاف إليه، كان بديهيا أن يجمع المواطنون على محبة خادم الحرمين الشريفين ويقفوا إلى صف أعماله ومنجزاته، وما تلاحمهم في ذكرى البيعة إلا أكبر دليل على النموذج الحقيقي لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وعلى الكيفية التي يفترض أن تدار بها الدول. فالسمعة التي تحققت للمملكة وثقلها الدولي وريادتها في شتى المجالات لم تأتِ إلا نتيجة رعاية ومتابعة دقيقة من قائد وصلت محبته إلى قلوب مواطنيه، وامتدت لتخترق الحدود وتتجاوزها إلى قلوب من هم خارج الدولة، وقلة هم القادة الذين صنعوا ذلك، وإذ يكون الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد صنع ذلك فإنما لأنه قال فأقنع، وأتبع القول بالفعل فاستطاع أن يكون الاستثناء في عالم يحتاج أمثاله لنقول إنه ما زال بخير.

الوطن أون لاين