شبكة الاخلاص الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة الاخلاص الاسلامية

منتدي اسلامي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حول الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساعد وطني




المساهمات : 1248
تاريخ التسجيل : 26/09/2012
الموقع : K.S.A

حول الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي Empty
مُساهمةموضوع: حول الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي   حول الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 24, 2012 3:47 am

إن العالم الأوروبي يتجه أكثر الى الاهتمام بالدين الإسلامي". هكذا تنبأ الفيلسوف والحكيم الانكليزي جورج برناردشو

لا ريب أن الحضارة الإسلامية تمثل أحد المصادر الأساسية التي تلقى عنها العقل والوجدان الغربي، وأن المحققين من الفلاسفة والمؤرخين ودارسي الأديان والثقافات المقارنة، قد وثقوا العلاقة التفاعلية التي امتدت ثلاثة عشر قرناً بين الحضارتين الإسلامية والغربية. وإذا كان هناك الكثير من الافرازات الإيجابية المشرقة لهذا التفاعل، فإن وجها غير مرض قد فرض نفسه هو الآخر على الطرفين، ربما بدأ مع سقوط الأندلس في نهاية القرن الخامس عشر، ليتوالى فصولا.

وإذا أردنا اليوم الحديث عن حوار مفترض، أو مفقود، بين الغرب والإسلام، أو لنقل العالم الإسلامي بما هو وجود ثقافي وجيوسياسي، فإن المرتكز الأساسي الذي يجب الاستناد عليه يجب أن يكون النوايا الحسنة والرغبة الصادقة في التعايش الذي تفرضه المصلحة المشتركة، تماما كما يفرضه الجوار الجغرافي. كما يجب التزام الموضوعية في دراسة وتحليل المعضلات القائمة، وصولا لوضع الحلول المجدية.

لقد صدرت العديد من المقاربات الخاصة بالتعايش الإسلامي الغربي، بيد أن القليل منها وحسب هو الذي التزم الموضوعية والشفافية في المنهجية والاستنتاج. وهذه احدى الخلفيات الأكثر مرجعية في اشكالية الحوار الدائر بين الغرب والعالم الإسلامي.

إن مقولة "صدام الحضارات"، التي تعتبر الإسلام خطراً على الغرب، تمثل انحيازاً أيديولوجياً لا سابق لخطورته منذ انتهاء الحروب الصليبية، ويحول هذا الانحياز دون بلورة مقاربة موضوعية للعلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي، ويؤسس لعداء مصطنع بذلت الجهود على مدى القرون لتجنبه. وفي بعدها الفكري، تعبر هذه المقولة عن نظرة سطحية تجهل المكنون الثقافي والاجتماعي للعالم الإسلامي واقعاً وتاريخاً.

وإذا كانت مقولة صدام الحضارات قد اصطدمت مع وقائع الأمور، فقد نقضتها تاريخياً العديد من الدراسات المسيحية التي تناولت النزعة الإنسانية للإسلام، مثل كتاب "نهضة الإسلام" الصادر في العام 1922لآدم ميتز وهو مستشرق ألماني، وكتاب جورج مقدسي "سيطرة الفلسفة الإنسانية في فترة الإسلام الكلاسيكي والغرب المسيحي، مع ذكر خاص للسكولاستيكية أو المدرسانية التكرارية" وقد صدر عن جامعة أدنبرا في العام 1990، وكتاب روا موتاهيدي "الولاء والزعامة في المجتمع الإسلامي الأولي" وقد صدر في العام 1980، وكتاب أندريه ميكيل "الجغرافيا البشرية للعالم الإسلامي حتى منتصف القرن الحادي عشر" وقد صدرت الطبعة الثانية منه في باريس في العام 1976، وكتاب جويل كريمر "دور الفلسفة الإنسانية في نهضة الإسلام، والانبعاث الثقافي خلال العصر البويهي".

إلى ذلك، يمكن أن نلحظ أن الجدل الدائر بين الإسلام والغرب قد وجد أحد مرتكزاته في الإشكالية الثقافية التاريخية التي تأسس عليها الغرب بمفهومه الراهن.

فقد بدأ تأسيس "الغرب" بمفهومه السائد اليوم في العام 1492، عام اكتشاف أميركا وطرد المسلمين من اسبانيا. وترسم الباحثة الفرنسية صوفي بسيس حدود الغرب الحديث مع القرن السادس عشر من خلال عملية امتلاك للعالم الجديد واقصاء للمسلمين من اسبانيا. فصحيح أن الغرب تشكل شيئاً فشيئاً خلال قرون التاريخ، لكنه لم يتحدد بالشكل الذي آل إليه وتطور الى اليوم إلا منذ القرن السادس عشر.

وقد تشكلت الأسطورة المؤسسة للغرب على مرجعية يونانية ـ رومانية، مقصية بذلك كل المصادر الشرقية أو غير المسيحية الأخرى (المصرية، الهندية، الإسلامية...) للحضارة الأوروبية. وتبعاً لهذه الأسطورة، فإن أوروبا وريثة الإغريق وروما هي حصراً مسيحية، ولا يوجد أي نفوذ آخر "ليلوثها". ومن هنا فقد دأب المفكرون في عصر النهضة الأوروبية على اصطناع نسب مباشر مع اثينا لتجاهل الوسيط الحضاري الإسلامي في توريث اوروبا التراث اليوناني.

وكان طرد الإسلام من أوروبا قد توافق وإقصاء الفكر الإسلامي من المجال الثقافي الأوروبي، هذا رغم الدور المميز للأندلس ليس فقط في ايصال ولكن في اعادة قراءة الفلسفة الإغريقية. ولولا الإسلام الذي هيأ لها الظروف اللازمة لما تمكنت النهضة الأوروبية من مد خيوط نسب مميزة مع ذلك الإرث التي تدعي صلتها المباشرة به، وذلك في توكيد صارخ للقراءة الغربية الانتقائية للتاريخ.

لقد قدرت احدى الاحصائيات المخطوطات الإسلامية التي كانت تزخر بها الأندلس بثمانمائة ألف مخطوط في مختلف الصنوف المعرفية، حتى في علم المدافع وصناعة البارود، حيث قدم ابن غانم المورسكي كتاباً في أخريات العصر الأندلسي الغرناطي باسم "العلم النافع في صناعة المدافع". بيد انه لم يتبق من الثمانمائة ألف مخطوط سوى ألفين فقط، اما البقية فتم احراقها بعد هزيمة المسلمين.

وكانت النظرية المسيحية قد بلورت مفهوم "الحرب العادلة" إثر كتابات أوغسطينوس ( 354ـ 430) وتوما الأكويني ( 1225ـ 1274)، وكان نتيجة هذا ثلاثمائة سنة من الحروب الصليبية. وعندما أنهى الأوروبيون الحكم الإسلامي في اسبانيا فإنهم أنهوا في واقع الأمر عقوداً طويلة من التعايش الإسلامي المسيحي في أوروبا الغربية.

في أعقاب ذلك برز اتجاه اعتذاري في قلب محاولات الحوار الإسلامي المسيحي مترافقاً مع صعود أنظمة الدومينيكان والفرانسيسكان. وكان أساس هذا الاتجاه هو الشعور بالضرورة القصوى لاجراء حوار "نظري وفكري وعقيدي" مع الإسلام عوضاً عن اللجوء الى الحرب والرفض الكلي حتى للمناقشة والحوار.

وقد كان الدومينيكان رواد هذا الاتجاه وقد أسسوا مدارس لغات للتعرف على الإسلام وكتبوا أدلة تعريفية بالمفاهيم الأساسية له. بيد أن هذا الاتجاه تحول الى خليط من البحث عن الإسلام والتبشير بالمسيحية في أوساط المسلمين، وتاليا أخذ منحى تبشيرياً واضحاً على يد فرانسيس أسيسي ( 1181ـ 1226) وآل إلى فشل ذريع في نهاية المطاف.

أما بالنسبة إلى البروتستانت، فقد أتت نظرة لوثر إلى الدين الإسلامي متلونة بالتأثيرات السياسية ولم تكن عقيدية في جوهرها.

وأما في فكر الاستنارة الذي غلب العقلانية على العاطفية فقد تطور الموقف الغربي ايجابياً حيث تم البحث في أسباب عقلانية تفسر انتشار الإسلام وتعقلن النظرة إليه بشكل متسامح. وقد توجت تلك النظرة بتبني الملك البروسي فريدرك الثاني ( 1740ـ 1786) لمقولة فولتير بأن "كل الأديان يجب أن يتم التسامح معها وكل فرد يجد الخلاص في الطريق الذي يناسبه".

وبعد قرون من التفاعل السياسي والثقافي، مصحوباً بموجات واسعة من الهجرة باتجاه الغرب، أصبح الإسلام جزءاً من المشهد الأوروبي؛ حيث يعيش في أوروبا اليوم 12مليونا من المسلمين. والإسلام هو الديانة الثانية في بلد مركزي كفرنسا.

وفي مقاربته للوقائع الجديدة، اتجه البعض للحديث عن ما يسمى "أوربة الإسلام" على غرار ما يعرف في فرنسا بـ "فرنسة الإسلام"، بمعنى جعل الإسلام أوروبيا، يتناسق وينسجم مع القيم الأوروبية بقطع الأوصال مع المنابع الأصلية للجالية المسلمة. والحقيقة ان هذا البعض قد وقع في شرك الخلط بين المفاهيم، فالمطلوب هو ترسيخ التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وتأكيد حس المواطنة لدى مسلمي الغرب، وليس المطلوب أن يتخلى احد عن قيمه الخاصة ليذوب في قيم أخرى. ففي تجربة الأندلس الزاهرة تعايش المسلمون والمسيحيون في وئام لعقود طويلة من الزمن، فيما سمي لاحقاً بالعصر الذهبي، بل وضم ذلك التعايش ايضاً اليهود، وقد استمر ذلك حتى سقوط غرناطة.

واليوم، فإن بعض السلوكيات المنافية للتعايش المشترك، والتي تبقى قليلة، هي في واقع الأمر ردود فعل احتجاجية ضد التهميش والعنصرية، وهذه الممارسات لا يمكن أن تؤثر بأي حال من الأحوال على تطور لا مفر منه نحو التعارف والاعتراف المتبادل، وهو الشرط الأساسي للتعايش المشترك.

وإذا كان الحديث عن التعايش الإسلامي الغربي قد توجه أساساً الى أوروبا والولايات المتحدة، واستطرادا كندا واستراليا، فإن هذا الحديث يجب أن يتوجه ايضا الى روسيا ما بعد الشيوعية، ذلك أن روسيا جزء من أوروبا المسيحية، وهي كانت قد فصلت عن الغرب لاعتبارات جيوستراتيجية، حيث الحرب الباردة، وثقافية حيث الصراع بين الرأسمالية والشيوعية، ومن الواضح ان كلا الاعتبارين قد اصبحا جزءا من التاريخ.

ولابد من الانتباه الى حقيقة أن روسيا تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، وهي قد مثلت تاريخياً همزة وصل بين مسلمي الشرق ومسيحيي الغرب، فضلاً عن كونها العمق الأساسي لمسيحيي الشرق، حيث الكنيسة الأرثوذكسية وقد أراد بطرس الأكبر، على وجه الخصوص، الانفتاح على الشرق عموما، وعلى العالم العربي خصوصاً. وهو أمر بترجمة القرآن الكريم الذي نقل في حينه من الانجليزية والفرنسية الى اللغة الروسية، كما أمر أيضاً بإرسال الاختصاصيين الى منطقة العالم العربي للتعرف على ثقافة كانت مجهولة بالنسبة للروس.

وقد تمت أول ترجمة للقرآن الكريم الى الروسية عن الفرنسية في العام 1616، وتلتها ترجمة ثانية عن الفرنسية ايضاً في العام 1790، ثم عن الانكليزية في العام 1792، أما في عهد الملكة كاثرينا الثانية فقد تم بأمر منها طباعة القرآن الكريم باللغة العربية في العام 1787، في حين صدرت أول ترجمة للقرآن الكريم عن العربية في العام

1871.وبطرسبرغ تشكل شاهداً حياً على تلاقي الحوارات العميقة بين الشرق والغرب من خلال مخطوطات كتب فيها من الروائع النفيسة الأدبية والعلمية والفلسفية والفنية ما ظل خالداً حتى يومنا. وتحتل أعمال الذبياني والمتنبي والفيروزآبادي وأبي الفرج علي الأصفهاني والقاسم بن علي الحريري وعبدالرحمن بن خلدون مكانة خاصة في الأمكنة التي تكتظ بها المخطوطات العربية في مكتبات بطرسبرغ.

وتضم المكتبات مخطوطات تعود الى فترة ما بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر وصلت عبر طرق مختلفة، لا سيما بواسطة شخصيات عربية قدمت الى روسيا مع بداية القرن التاسع عشر. وكان طريق الحرير الذي عرفه العالم منذ القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى مدى سبعة عشر قرناً من الزمان، ممتداً من الصين الى البحر المتوسط، ينقل عبره التجار النفائس بين الشرق والغرب، وكان سبباً في ظهور مدن، وانتعاش ممالك، وقد سلكه غزاة وفاتحون، من الاسكندر الأكبر والفرس والرومان الى جيوش الفتح الإسلامي، وجحافل جنكيز خان وهولاكو وتيمور لنك.

وغير مفصول عن هذا السياق، وفي ضوئه، أضحت الدول الإسلامية حديثة الاستقلال في آسيا الوسطى تمثل همزة وصل بين آسيا وأوروبا، أو بالأحرى بين الإسلام والمسيحية، وهذه حقيقة جغرافية ـ ثقافية ذات طابع جوهري يجب أن يلحظها المعنيون.

على صعيد آخر، ارتبطت مقاربة العلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي بإشكالية الحداثة في البلاد الإسلامية، وارتبطت هذه الإشكالية بدورها بقضية أكثر حساسية هي قضية العلمانية، لذا سنبدأ بالحديث عنها.

لقد ابتلينا نحن في الشرق بربط تعسفي بين الحداثة والعلمانية، ربطاً اوحى تارة بأن الأولى ملازمة للثانية، وأوحى تارة أخرى بأن الثانية "ضرورة" لابد منها للوصول إلى الأولى.

والحقيقة ان العلمانية في الشرق قد لمعت ببريق مزيف صورها على أنها موئل الحقيقة والعلم. بيد أن ذلك لا يجوز أن يحجب حقيقة النظر الى العلمانية باعتبارها نتاجا للتطور والصيرورة التاريخية الغربية وحسب، ولا يصح والحال هذه تطبيقها قسرا على المجتمعات والصيرورات التاريخية لبقية مناطق العالم. ولا يجوز النظر الى العلمانية "كنظرية كبرى" قادرة على تفسير الظواهر، أو جاهزة للتطبيق في كل مكان وزمان، كما لا يصح تصوير الأمر وكأنه صراع بين الإسلام كدين وبين منطلقات الحداثة العقلانية، أو بين رغبة الإسلام للتمكن والنظام العالمي المتمكن.

ومما يزيد الأمر سوءا ان العلمانية في الشرق قد جاءت قمعية ومتوحشة ومرتبطة بدكتاتوريات متمرسة في مصادرة حريات شعوبها، الأمر الذي يعزز ضرورة الفصل بينها وبين الحداثة.

والحداثة ليست ضرباً من الاعجاز بل نمطاً حضارياً يمكن بلورته والتمرس عليه. وفي المجتمع الغربي بدأت الحداثة كنمط يتبلور منذ بداية القرن السادس عشر، وعرف هذا النمط رسوخاً مع حركة الأنوار، ومع الثورة الفرنسية، ثم أخذ يتوسع مع الثورة الصناعية والثورة التكنولوجية.

إذن فالحداثة الغربية هي جملة التحولات العميقة التي طرأت على المجتمع الغربي منذ خمسة قرون. والسمة المميزة لهذه التحولات هي أنها تحولات إنمائية تراكمية، بحيث نقلت المجتمع الغربي من طور التقدم الحضاري إلى طور يعلوه تقدماً. والسمة الثانية لهذه الحداثة هي أنها تحولات داخلية، أي أن الغرب هو الذي قام بها من ذاته وبمقتضيات مجتمعه، وليست حداثة واردة عليه ولا مفروضة بالقوة. انها جملة الإبداعات التي جاء بها الإنسان الغربي، ولذلك يمكن تعميم هذه الخاصية، فتكون الحداثة عطاءً مبدعاً، فأينما وجد العطاء المبدع فثمة حداثة.

وفي خلاصة حديثنا عن العلاقة بين العالمين الإسلامي والغربي، التي يجب أن نحرص على أن تبقى شفافة ومزدهرة، لابد من التأكيد على أن الاحترام المتبادل واستيعاب دروس التاريخ وإدراك معطيات الحاضر هو الأمل والطريق الوحيد لتجنب ما توقعه هانتنغتون من صراع بين الحضارات.

وكما يقول المفكر الألماني لودويغ هاغيمان، فإنه من أجل السيطرة على المستقبل لابد أن لا ننسى دروس الماضي. بل على العكس، فإن المرء يجب أن يفهم الماضي حتى لا يكرر أخطاءه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/ksa.amn
 
حول الحوار بين العالمين الإسلامي والغربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما الفرق بين الفكر الإسلامي والمفكر الإسلامي؟
» الحوار.. لغة السلام
» ربّوهم على أدب الحوار
» الحوار مع القراء
» فن الحوار العائلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة الاخلاص الاسلامية :: منتدى تجارب الكتابة-
انتقل الى: