د. صالح الورثان
المتتبع لأساليب استخدام تقنية الإنترنت بمفهوم إعلامه الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي يجد تبايناً كبيراً وبوناً شاسعاً بين طرق استخدامه في كثير من المجتمعات العربية وبين استخدام الأمم والمجتمعات الأخرى فيما يتعلق بالأهداف والنتائج والاستثمار الصحيح لهذه المواقع الإنترنتية ومنها تويتر.
وإذا استثنينا بعض الحالات وهي قليلة إن لم تكن نادرة نجد طيفاً كبيراً من المستخدمين يُسجّل في هذه المواقع من أجل التنفيس عن أحقاده أو الهروب من مواجهة فشله وإخفاقاته بالانتقاص من المميزين والمثقفين والناجحين أكاديمياً وفكرياً وثقافياً في المجتمع العربي.
ومن خلال أبحاثي الخاصة ومنها ما ذكرته في كتابي: "المصادر الإخبارية في الإنترنت"، وجدت أن نسبة عالية من رواد المواقع الاجتماعية يميلون إلى التهكم والسخرية من نجاح الآخرين أفراداً وجماعات؛ ويُسوّقون لأفكارهم المريضة والحاقدة بتنويع أساليب سخريتهم معتمدين على حب بعض المتلقين الذين يشابهونهم في ذات التوجه للنيل من مثقف أو إعلامي أو كاتب بسبب نجاحاته المشهودة أو بسبب الاختلاف معه في فكرة أو طرح بعينه!
وبلا شك أعطت المواقع الاجتماعية في الإنترنت لهؤلاء الفاشلين فرصة للسخرية من نجاحات المتفوقين والمبدعين متكئين في ذلك على كنى وألقاب يتخفّون وراءها لأنهم أجبن من التصريح بأسمائهم الحقيقية، لأنهم يعلمون حق اليقين أن قولهم فيه تجنِ واضح على الحقائق والثوابت والمسلمات. وبصراحة كان يجب على الشركات والمؤسسات التي ترعى هذه المواقع أن تحجب الآراء الغريبة والحاقدة التي تحمل البذاءة والإساءة للأشخاص والأديان وأعراف المجتمعات وقيمها. أما كل مبدع مثقف فهو في منأى عن هذه المهاترات ولا يراها شيئاً، لأن المبدع كالشمس يشرق بجلاء، مرسلاً إبداعه إلى كل أرض دون الالتفات إلى جهل الجاهلين وحقد المساكين والفاشلين.
* تكريم الخضيري:
الأستاذ منصور الخضيري قامة فكر وثقافة وإعلام، قدّم للوطن خلاصة فكره وجهده وعطائه، وكان مثالاً يُحتذى في الوطنية والعمل الجاد، بل تخرّجت في أكاديميته العديد من الأسماء الإعلامية والشبابية البارزة. إعلامي كبير، وعلم معروف، أثرى العمل الثقافي والشبابي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب سنوات طويلة دون أن يبحث عن تلميع أو ظهور أو مديح.
وللحق والتأريخ نقول: إن قيادياً خدم الوطن والفكر والثقافة بقامة الخضيري جدير بالتقدير والتكريم في محفل ثقافي وإعلامي مشهود، كي نزرع في قلوب الأجيال حب المثقفين والناجحين في هذا الوطن؛ الذي يفتخر بأبي عبدالعزيز وأمثاله من الشخصيات القيادية الناجحة التي أثرت العمل الثقافي، وأثّرت في الأجيال من بعدها بما تركت من مجدٍ وإرث تتزيّن به جباه كل المخلصين لوطننا الغالي.
وأدرك شخصياً أننا لن نعطي الأستاذ منصور الخضيري حقه من الإشادة، وهو في غنى عنها بالأصل، لكن إنما أردت الإشارة إلى شخصية يجب أن تكون عالقة في الأذهان جيلاً بعد جيل بما قدّمت واجتهدت، فنجحت نجاحاً يحق لنا أن نتشرف ونباهي به.