راشد بن محمد الفوزان
أكرمني الله سبحانه وتعالى هذا العام بالحج والحمد لله، وطبعا لا يمكن أن يكون هناك حج بلا "حملة" فلا حج مباشر، وهذا جيد كتنظيم وترتيب ومعرفة أعداد الحجاج، ولكن ما يحدث عكس الواقع، فقد أعلن أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل أن عدد الحجاج الذين بدون تصريح يفوق 1,4 مليون حاج، والحجاج من الداخل يفترض أن يقارب 200 إلى 220 الف فقط . وهذا يعني خللا بمنظومة الحج كليا، إذ لا تستوعب أعداد الحجاج، ومنى كما هو معروف ومصرح به رسميا من الأستاذ حبيب زين العابدين وهو وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والمشرف العام على المشروعات التطويرية المركزية حيث قال إن "منى" لا تستوعب إلا ما بين 2 و 3,5 مليون، وعدد الحجاج وفق هذه الأرقام، يقارب 4 مليون.
ومن مشاهدة شخصية للمشاعر المقدسة، استغربت عدم وجود بنية تحتية صلبة للمشاعر المقدسة، وأولها النقل العام "وهي مشكلة البلاد كلها"، فأين القطارات تحت الأرض لتوفير المساحات على السطح؟ أين الباصات والمسارات الخاصة لها؟ أين قطارات المسافات الطويلة نسبيا بين المشاعر والحرم المكي، وبين مكة وجدة؟ وهي حركة عالية جدا طوال العام ناهيك على موسم الحج؟ النقل العام العالي المستوى والمنظم مفقود تماما فقد شاهدت اختناقا تاما وباصات مدارس وجامعات وغيره ليست مخصصة للحج الذي يحتاج باصات بمواصفات خاصة بسبب طول الانتظار والحرالشديد. مستوى النظافة لم يكن بالشكل الجيد والدليل أن أمانة مكة تعاقب المقاول السابق وتعتمد مشروع جديد ب800 مليون، فقد كانت بوضع سلبي جدا، الحلول وجود أنفاق لنقل المخلفات أو أسلوب التجميع بين كل منطقة ومنطقة ونقلها بأوقات مخصصة. لا يمكن أن تجد مسارا للخدمات من دفاع مدني أو النظافة أو المياه أو نقل الغذاء كل شيء مختلط ببعضه، الفرضية وجود مسار "خدمات" خاص يسهل ويسرع بنقل الخدمات والطوارئ.
المشاعر ومكة، أُنفق عليها من قبل الدولة مئات المليارات، ولكن هناك خلل ونقص مهم، والمشكلة في التعميد والعقود مع الشركات المقاولة، وهذا ما يضع أسئلة كثيرة لماذا لم نتعلم من السنوات السابقة بما يخص النقل العام والنظافة، ونحن ممن شرفنا الله بخدمة الحجاج منذ 83 سنة تقريبا، وللحديث صلة.