عبد الله إبراهيم الكعيد
أول منتدى نسائي عربي هو منتدى مي زيادة في مصر حسب ورقة الدكتورة حصّة بنت عبدالرحمن الجبر أستاذ مشارك في قسم التاريخ كلية الآداب جامعة الملك سعود. هذا أمر يعرفه كل من قرأ تاريخ النهضة الحديثة في الشرق العربي، لكن الذي لا يعرفه الكثيرون ومنهم كاتب هذه السطور أن هناك مُنتدى ثقافيا نسائيا في بلادنا..! نعم منتدى أُطلق عليه اسم (رواق بكّة النسائي). تُشير الدكتورة الجبر إلى أن رواق بكّة بدأ نشاطه مساء يوم الأربعاء التاسع من شهر يوليو لعام 2003م من قبل نُخبة من سيدات المجتمع المكّي برعاية الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز.
حسناً هل هدف هذه المبادرة من سيدات مكة تكوين نخبة مخملية مرفهة تقضي وقت فراغها للتسلية وتزجية الوقت بالرغي؟ الإجابة وجدتها في ثنايا الرؤية من تأسيس رواق بكّة. تنص الرؤية أن الرواق يأمل تقديم اللقاءات العلمية المثمرة البنّاءة بين السيدات لرفع مستوى المرأة الفكري والثقافي بما يعود عليها وعلى أسرتها بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة بالخير والنفع العميم.
إذن لم تعد اللقاءات النسائية كما صورها البعض بشكل ساخر عبارة عن جلسات ضحوية حول المكسّرات وصقع فناجيل الشاي والقهوة والحش في غيرهن. بل ندوات تُعنى بالتنوير الفكري الثقافي القائم على أصالة المنهج وسمو الهدف ونُبل الغاية، والمعالجة الواعية للقضايا الثقافية المستجدة بهدف الارتقاء بوعي المرأة فكرياً وثقافيا واجتماعياً كما ورد ضمن أهداف إنشاء رواق بكّة النسائي.
الرهان على قدرة مؤسسات المجتمع المدني في مشاركة ومساندة الأجهزة الرسمية في مسيرة التنمية البشرية والنهوض بالمجتمع نحو الأفضل مازال قائماً.
رواق بكّة النسائي وغيره من الصوالين والأندية والجمعيات والمراكز الأدبية تمثل صورة من صور مؤسسات المجتمع المدني. ستؤتي أكلها حاضراً أو مستقبلاً؛ المهم دعمها وإتاحة كل الفرص لكي تعمل تحت النور بكل حُرية وبذل كل الجهود لإزالة ومنع كل العقبات التي يمكن أن تعترض طريقها وأداء رسالتها.
رواق بكّة النسائي في مكة ومركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي في عنيزة وغيرها من المؤسسات النسائية تعتبر مراكز إشعاع تنويرية بقضايا المرأة المأمول أن نرى أنشطتها تتجاوز الفعاليات التقليدية إلى ما هو أبعد إلى الدخول في المسكوت عنه حول حقوق المرأة وعملها والمفترض ألاّ توجه خطابها للمرأة فقط بل لمن سلب المرأة حقوقها وقمعها وجعلها مواطن من الدرجة الثانية.