علي الشدي
حينما اقترح البعض قبل سنوات تمديد شبكة للغاز في مدننا جاء مَن يرد عليه بأن الأمر صعب جداً .. ولم تشرح جوانب الصعوبة في الموضوع، خاصة أن دولاً إمكاناتها المادية أقل من بلادنا وكثافة سكانها وتعقيدات مدنها أكثر مما لدينا ولنضرب مثلاً بمدينة القاهرة التي ينعم سكانها بشبكة غاز آمنة تصعد إلى أعلى المباني.
وبعد حادث "شاحنة الغاز" في الرياض أخيراً كتب بعض الزملاء حول ضرورة تمديد شبكة الغاز إلى المنازل .. وأضيف اليوم لما كتب أن الأمر لم يعد ترفاً مثل شبكة الإنترنت التي وصلت إلى منازلنا وإنما ضرورة مهما كلفت من المبالغ فأرواح البشر أغلى من المليارات .. وأضيف أيضاً وهو الأهم أنه ليس بالضرورة أن تظل شركة الغاز الأهلية محتكرة لهذا النشاط وإنما يمكن إدخال شركات أخرى ومن حصيلة رخص تلك الشركات يمكن تغطية تكاليف شبكة الأنابيب للمنازل .. كما أن المنافسة ستؤدي إلى خدمات أفضل، كما حدث في قطاع الاتصالات.
أما عن إدارة الكوارث التي وقعت لدينا أخيراً، فأقول .. من المعلوم أن هناك إدارة للكوارث في وزارة الداخلية .. وأن الأجهزة المختلفة تبادر إلى الإغاثة والإسعاف والمساعدة، كل في اختصاصه، حينما يقع أي حادث جلل مثل ذلك الحريق الذي وقع في عين دار في المنطقة الشرقية أو حادث شاحنة الغاز في شرق الرياض منذ أيام .. لكن المستقبل يتطلب إدارة أفضل لمثل هذه الحوادث بحيث لا يكون للبيروقراطية أو المركزية أي منفذ لأن تساعد على التأخير أو سوء التنسيق بين الأجهزة المختلفة أو غياب بعضها ولا أعني بها فقط الأجهزة الحكومية وإنما هناك جهات أخرى مثل الجمعيات الخيرية والتطوعية .. ولعلنا نذكر أن هذه الجمعيات بشبابها وفتياتها كانت لها جهود مشكورة في كارثة سيول جدة .. وكم تمنيت أن تقوم سيدات متطوعات من الجمعيات الخيرية بزيارة عاجلة لذوي ضحايا حريق المنطقة الشرقية .. ولجعل التحرك أسرع والتنسيق أفضل أقترح إلزام وزارة الداخلية لكل إمارة منطقة، بل كل محافظة على امتداد بلادنا الواسعة، بإيجاد إدارة أو فريق عمل للتدخل السريع في إدارة الكوارث مع إشراك الجمعيات الخيرية والتطوعية التي يمكن خلال دقائق أن يتواصل أعضاؤها عن طريق وسائل الاتصال الحديثة لمباشرة العمل .. ولعل من المناسب أيضاً أن تكون إدارة التغطية الإعلامية للحدث عن طريق فريق العمل الموحد وليس لكل جهة أن تصرح من جانبها حيث يزرع ذلك الشك وينشر الشائعات ويجعل المواطن يشكك في أي معلومات تنشر عن ذلك الحدث، كما حصل في مواقف عديدة.
وما دمنا نتحدث عن الكوارث .. فإن متابعة كيفية إدارة الحكومة الأمريكية لمواجهة (إعصار ساندي) على مستوى كل ولاية أظهرت نجاحاً في تقليل أضرار الإعصار والتعامل مع الحدث بمنتهى الجدية والسرعة اللازمة.
وأخيراً: رحم الله شهداء حوش الأحزان في المنطقة الشرقية وشاحنة الموت في شرق الرياض وشفى الله المصابين .. مع الدعوة إلى أن يتشدد الدفاع المدني في منح التراخيص لأي مناسبة أو حفل يجتمع فيه الناس ولا يتوافر في مكانه الحد الأدنى من متطلبات السلامة وأهمها أجهزة إطفاء الحريق ومخارج الطوارئ.