صالح ابراهيم الطريفي
اليوم يعود الطلاب إلى مدارسهم بعد إجازة طويلة جدا وممتعة لهم وللمعلمين الذين قال أحدهم لي مبررا هذه المدة الطويلة، وأنها لا تضر بتحصيل الفرد لدينا «في بريطانيا لديهم 11 عيدا»، ولم يقل 11 يوما إجازة لـ 11 عيدا، فيما عيد واحد لدينا بستة عشرة يوما.
قلت: وبما أنه اليوم الأول لعودة الطلاب، يمكن رواية معاناة أحد الطلاب، والذي يرى أنه لم يعد يحتمل تلك التناقضات، رغم أنه اقترب كثيرا من التخرج، ويفرح كثيرا بالإجازات الطويلة التي تبعده عما يحدث له من صراع داخلي بين العلم وضميره.
يقول طالب جامعة الأمير سلطان تخصص «إدارة مالية»: بقي عام واحد وأحصل على شهادتي، لكني ومنذ دخولي تخصصي وأنا متورط في مواد لا دخل لها في تخصصي، فعلى سبيل المثال، هذا «الترم» مقرر علي دراسة «الإعراب وإن وأخواتها وأدوات الجزم والنصب والجر وباقي الأدوات التي لا تؤثر على الاقتصاد». كذلك الشعر والفروقات بين كتابة القصيدة والرسالة، بالإضافة إلى ثلاث مواد دين، وهذه المواد ستؤثر على معدلي التراكمي، ولن يكون تقييم الجامعة لي دقيقا، فتخصصي مرتبط بالاقتصاد وليس بالعربي والثقافة الإسلامية، وعلى مستوى سوق العمل سأتضرر لأن تقديري بالشهادة لن يدل على قدراتي.
هذا على مستوى ورطتي مع التقييم، على مستوى التناقضات التي تتصادم في رأسي، أنا أدرس كل ما يخص الاقتصاد باللغة الإنجليزية، وكيفية حساب القوة الشرائية والتضخم، ومعرفة الآلية لحساب القروض، وكل النظريات الاقتصادية التي توصل لها علماء الاقتصاد.
في نفس الوقت أدرس مادة «الاقتصاد الإسلامي» باللغة العربية، والتي تنفي كل ما درسته باللغة الإنجليزية، فكيف أحل هذه الأزمة التي تواجهني في دراستي؟
هل عرفت الآن لماذا نفرح بالإجازات الطويلة، أو على الأقل لماذا أفرح أنا بالإجازات الطويلة؟
إنها باختصار تبعدني عن كل هذه الأمور التي تدفعني لصراع داخلي، أضف إليه الشعور بالغبن لأن شهادة تخرجي لن تكون دقيقة في تقييم قدراتي بسبب ضعفي في الحفظ و«إن وأخواتها» والفرق بين القصيدة والرسالة.