أحمد السليس
لست بوارد الخوض في الانفجار الكبير الذي هز الرياض فجر أمس الخميس نتيجة تسرب غاز إحدى الناقلات المتعهدة بتزويد خزان العاصمة بكمية إضافية من الغاز لسد الاحتياج، رغم أن هول الحادث والأرواح التي أزهقت أو أصيبت فيه لا يكفيها مئات الآلاف من الكلمات لكن هذا الأمر أشبع طرحاً وجرى التبرير والانتقاد فيه على كافة المستويات.
ما يشغلني هو (انفجار الرياض) العاصمة العظيمة في المساحة وعدد السكان إذ تضاهي بمساحتها حجم دول فيما يفوق عدد سكانها الـ 8 ملايين نسمة ما بين مواطن ومقيم، وهو ما يتساوى مع عدد سكان ليبيا.
انفجار الرياض أصبح يتكرر مع كل حادث كبيراً كان أم صغير، وقد تجلى ذلك بوضوح بعد أن تعرض جزء من شريانه الرئيس "طريق خريص" لإصابة حالت دون استخدامه إثر الحادث المأسوي الكبير الأمر الذي أحدث أزمة مرورية خانقة في شرق العاصمة. قد لا يكون من الإنصاف تحميل كل الجهات الحكومية ذلك لكون الحادث غير متوقع في وقته ونوعيته، ولكن ما يمكن اعتماده كطرف مسئول هو التخطيط الخجول والمعلومة الضعيفة التي تعمل على إثرها الجهات الحكومية، فالتكاثر البشري والزحف تجاه الرياض يسير بطريقة متسارعة دونما رصد من جانب تلك الجهات المعنية كثيراً بالتخطيط وتوفير أكبر قدر من المعلومات ليبنى عليها عند اتخاذ القرارات الإستراتيجية، فجل القرارات اليوم كما في السابق تبنى على رصد اللحظة وليس وفق معلومات وبيانات سجلت وحفظت من فترات طويلة.
أنا لا أعلم المعنيين بشؤون التخطيط تحديداً فيما يمس العاصمة ماذا ينتظرون ليبادروا في معالجة التكدس السكاني المخيف الذي يتزايد يوماً عن آخر ويدفع لمزيد من التعطيل في كل شيء. هناك أحياء في العاصمة نأت بنفسها عن الزحمة في الرياض وجاء تخطيطها لمائة عام مقبلة إلا أن ذلك ظني لن يدوم طويلاً.
لقد أوقظ حادث "كبري الحرس" شعوراً مخيفاً من أن أي حادث يقع في الرياض ستكون كلفته البشرية عالية حتى لو كان هذا الحادث بسيطاً لو وقع في أي مكان آخر بعيداً عن زحمة الرياض ، لا بد من يقظة تبرز في اتخاذ قرارات عاجلة تحد من حالة الحراك الحاصل في "الرياض" فلا يعقل أن تمر شاحنة وفي بطنها حمولة خطرة قد تستخدم في المعارك الحربية، فانفجار يسمع على بعد 20 كيلو متر وربما أبعد ويتسبب في أضرار فادحة حتماً لن يكون من مادة طبيعية تستخدم في كل منزل.