د. نجلاء أحمد السويل
إن القضاء والقدر مكتوب على الإنسان لا محالة ولا مجال لأي كائن من كان بالتنبؤ بمصيره أو الاطلاع على الغيب أو تجنب ما يريد الإنسان تجنبه بل حتى إرادة الإنسان إنما تتحرك وفق ما يقدره الله ـــ عز وجل ـــ والله سبحانه بعباده والله بعباده رؤوف رحيم، ولكن ما يجب هو العمل بالأسباب وما حدث يوم الخميس فيما يخص انفجار شاحنة الغاز كان أمر مقدرا، وكم تألم الجميع لما نتج عن الحادث من ضحايا ومن جرحى أصيبوا في الحادث فلم يكن الأمر بسيطا أو سهلا، وقد رحم الله ـــ عز وجل ـــ عباده فلم يكن يوما دراسيا للطلاب والطالبات أو يوما وظيفيا للموظفين بل كان يوم الخميس الساعة السادسة والنصف يوم قليل الحركة المرورية.. هو يوم هادئ من أيام إجازة عيد الأضحى المبارك وبالنظر إلى الحادث وحتى لو عرفنا من هو المخطئ ومن هو الضحية، فإن ما حدث قد حدث ومن فقد من الأفراد قد توفوا، ولكننا لا بد أن نستفيد من تلك التجربة في أوقات مقبلة.
ولعل القلق يصيب الإنسان وهو يسير في الشوارع والطرق الرئيسة كالدائري الشمالي والغربي أو حتى الشرقي في الرياض على سبيل المثال وليس الحصر.. ذلك القلق الذي يرتفع كلما وجدت صفوفا وصفوفا من الشاحنات المحملة بالمعدات الثقيلة والمواد الخطرة وسريعة الانفجار والقابلة للاشتعال تعبر تلك الطرق وكأنها في أحيان كثيرة تتحدى السيارات التي تحمل الأسر والأطفال وتتحدى السائقين ذوي الخبرات البسيطة لتتجاوزهم في سرعة مقلقة دون أن يفكر سائق تلك الشاحنة ذو العقلية البسيطة التي لا تتعدى شعوره بالقوة من خلال قيادته لتلك الشاحنات، وما بين تلك التجاوزات والتحديات فإن أسرا تدفع ثمن تهور أولئك السائقين الذين ربما مكثوا أياما متواصلة يقودون الشاحنات من مدن إلى أخرى أو من دول لدول أخرى مجاورة دون نوم أو راحة، وطالما أن أولئك السائقين يخضعون للضغوط والإجهاد العالي أحيانا فإننا فعليا في حاجة إلى وجود طرق كبيرة ومتفرعة خارج المدن، ومن شأن تلك الطرق أن تخدم مصالح أصحاب الشركات والمؤسسات والأفراد مالكي تلك الشاحنات، ولكن دون أن يكون هناك إضرار بالأفراد الأبرياء الذين راحوا ضحايا وليس لهم ذنب إلا أنهم كانوا في ذلك الوقع وقت حدوث الانفجار فلم يكن الأمر سهلا، وكان من الممكن أن يتضاعف عدد الضحايا إلى المئات بل الآلاف لو اختلف المكان والزمان فقط.. فهل من الممكن أن يكون حادث الخميس واقعة خطيرة تدفع إلى سرعة استحداث بدائل طرق للشاحنات، الأمر خطير جدا حتى لا نفقد عددا أكبر من الضحايا.