بسم الله الرحمن الرحيم
تلميذي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
بالأمس القريب كنت معنا في بداية العام الدراسي .. كان أول يوم لك في مدرسة هجر .. تعرفت على فصلك وزملائك ومعلّميك .. الحقيبة جديدةٌ بكلّ ما فيها من أدوات .. عرفتُ اسمك واسم أبيك وعائلتك .. تصافحنا يداً بيد وقلباً بقلب ، نظرت ُ لك برأفةٍ ومحبّة ، وطأطأت رأسك احتراماً وتقديراً .
قرأت في عينيك الرغبة في أن تقول لي يا أبي فسبقتك وناديتك يا بني. ابتسامتك تعجبني ، وهدوؤك يفرحني ، أفرح لفرحك وأحزن لحزنك .
ويوماً بعد يوم .. كلّما أجدك جالساً في مقعدك .. تنتظرني فآتيك ، أحييك فتردّ سلامي ، وأحدثك فتسمعني ، وأدعوك فتُجيبني . أعطيك دروساً في العلم وفي السلوك ، وآخذُ منك دروساً في حبّ الخير والناس والمجتمع . أعطيك واجبات منزليّة في المواد الدراسية لأتعلم منك واجبي في إخلاصي لربي وخالقي ..
بُنيّ ...
هكذا وبأقصى سرعة ، الأيام تمضي والساعات تمُرُ مرّ السحاب ، فلم يتبقى لي معك سوى أيام قلائل وتتخرّج من مرحلتك الابتدائية ، لتنتقل لمرحلة أخرى ، فكن كما عهدتك .. طيّب القلب .. حسن الخلق .. متسامحاً متعاوناً .. وازرع حبّك في قلوب الآخرين .
تلميذي الحبيب ...
محطتّك القادمة في المدرسة المتوسطة ، ستتعرف على معلّمين آخرين ، أوصيك بحسن النية بهم واحترامهم وتقديرهم وحبهم .. استمع لنصائحهم وتوجيهاتهم فهم أكثر منك خبرة في الحياة .
وأخيراً يا بني .. اجعل لي نصيباً في قلبك ومكاناً في ذاكرتك مهما تمرّ الأيام ولا تنس ..
معلّمك المُحّب.