محمد علوي
كل عاشق لتراب هذا الوطن ذو التاريخ التليد يطالب له ما أطالب به الآن في هذا المقال حيث سبق لي وأن طالبت عبر هذه الصحيفة الغراء المسؤولين عن الثقافة في بلدي الحبيب بأن يعيدوا النظر في واقعنا الثقافي المحدود التي لايزال (مكانك سر) فنحن لا يوجد لدينا من الانتشار الثقافي سوى بعض الأندية الأدبية التي اقتصر نشاطها الثقافي على استضافة الأحباء والأصدقاء والمعارف وأصحاب المنافع المتبادلة حتى وإن أكل الدهر على أحدهم وشرب فلا مناص إلا أن تتم استضافة هذه الشخصية ويتم تسليط الضوء الاعلامي عليه بطريقة مبتكرة مما نتج عنه عزوف جماهيري من ارتياد الأندية الأدبية من قبل المثقفين وهو ما تعانيه أنديتنا الأدبية بالمملكة من عدم اقبال جماهيري على أبوابها المشرعة ..بينما بلادنا تزخر بالقامات الثقافية المهملة عمداً ومن لديهم مواهب في كل الاتجاهات من فتيان وفتيات الذين يفتقرون إلى الوسيلة التي توصلهم إلى هذه المنابر الاعلامية التي أصبحت حكراً على الأسماء المتكررة ، فمن يأخذ بأيدي هؤلاء الموهوبين فنحن في حاجة إلى تطوير مواهب هؤلاء لأنهم لبناة هذا الوطن ولنثبت للعالم أجمع بأننا دولة مكتملة الثقافة ، وقد أثلج صدري ما تردد أخيراً في الأوساط الثقافية بأنه بات من المؤكد اقامة (كلية للفنون الجميلة) أسوة بالدول العربية والاسلامية التي سبقتنا في هذا المضمار الثقافي مهمتها تدريس المواهب كافة أنواع الفنون ،من رسم ونحت وزخارف وخطابة والقاء شعر وتمثيل وغناء تطريبي مستساغ يتغنى بمنجزات هذا الوطن المعطاء والأغاني الرصينة التي تروح عن النفس البشرية ، كما أن هناك نية ايضاً في اقامة بعض المسارح ذات المضمون الديني والتاريخي واقامة بعض دور السينما للأطفال ذات الأفلام الثقافية الهادفة ، فالحياة التي نعيشها تتطلب منا أن نكون دولة مكتملة النمو الثقافي فنحن دولة لها تاريخ مجيد ماضيا وحاضراً ولا يليق لنا أن نكون كما هو سائد الآن ناهيك أننا نعيش في قلب القرن الواحد والعشرين عصر الألف وخمسائة قناة تلفزيونية وعالم الانترنت والستلايت والأقمار الصناعية والمستجدات الالكترونية التي تتوالى علينا من كل حدب وصوب ، كما أن المسيرة الجبارة المباركة التي يقودها الرجل ذو العقلية الحضارية حبيب الشعب (خادم الحرمين الشريفين) أمد الله في عمره لهي جديرة بأن تتوج بما هو مطالب به الان من انفتاح ثقافي حضاري في اطار ما تسمح به تقاليدنا الاجتماعية وتعاليم شريعتنا الاسلامية الصالحة لكل زمان ومكان.والله ولي التوفيق.