تركي عبدالله السديري
أحياناً تُستعمل عبارة وصول الرجل المناسب إلى مكانه المناسب، لكن مع وجود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية يأتي تعبير أن الرجل المناسب إلى مكانه المناسب وهو تعبير يقين وشواهد بأحقية وجزالة كفاءته في وصوله إلى تميزه في هذا المكان المناسب..
في كثير من دول العالم بصفة عامة دائماً يأتي موهوبون أو ذوو معلومات مسبقة عن وصولهم إلى موقع مسؤوليتهم الجديدة..
الأمير محمد بن نايف أتى إلى هذه المسؤولية بشواهد كفاءات غير عادية.. غير قائمة على تفاؤل، فالماضي ليس بالقليل الذي قضاه في وزارة الداخلية كرجل ثانٍ برهن به أنه رجل قدرات ليست بالسهلة، فقد أعطى لمسؤولياته كل اهتمامات حضوره التي كانت تتجاوز روتينية الحضور وإنما أبرزت خصوصيات تميزه.. يدعم هذا الواقع أنه لم يمارس هذه المسؤولية في أجواء أوضاع طبيعية وإنما كانت بلاده ولا تزال مستهدفة وبشكل جرم شرس لتقويض قدراتها الأمنية، ثم بالتالي تحويلها إلى مجتمع خوف وتناقضات..
محمد بن نايف أفشل تلك التوجهات بل صمد شخصياً بجزالة رأي ومتابعة وكفاءة حضور تلك المنطلقات لإجرام في الماضي كانت محاولاته.. أي الإجرام.. بما يؤكد أن المملكة مستهدفة بخطط تدمير مرتبة ومتنوعة المواقع إلا أن الرجل الباسل في إعطاء كل وقته لظروف تلك الأوضاع، ومع زمن وقته العملي كانت براعة الإدارة والمتابعة عنده أجزل براعة ردع متمكن وواع ومحنك ليس في بلادنا المستهدفة وإنما في كل عالمنا العربي..
الأمير محمد بن نايف لم يكن حضور خصوصيته عبر مساعد عملي وإنما كان رجل إبداع متابعة وتحمّل مسؤوليات شخصية جعلت وجوده من مواقع الحدود النائية والمتباعدة المسافات شمالاً وجنوباً وشرقاً أكبر رادع لمحاولات تسريب الجرائم أو المخدرات أو التسلل للتغرير بالشباب..
نأتي إلى الداخل بعد الحدود فنجد أن نظام القاعدة أخذ بإعداد محاولات التدخل وتنوع الجرائم كما لو كان مكلفاً دولياً بذلك و فعلاً بذل من تلك المحاولات ما لم يحدث في أي دولة عربية أو دولية.. ويأتي مع متابعة الأهمية أن جدارة الوعي وكفاءات الممارسة أفشلتا كل نوايا الإجرام.. دائماً ينظر إلى وزارات الداخلية في العالم الثالث عموماً والعربي خاصة على أنها قدرات تعسف لا تميز بين المتهم وبين المشتبه به، بل ولا تحاول بث الوعي في أوساط تلك المخاطر..فيما كانت مسلكية الأمير محمد منافية لذلك ومتعاملة بموضوعية وعي بعيدة المدى..
إن حقد الإجرام بسبب فشله دفعه لأن يحاول تدمير وزارة الداخلية، ثم دفعه لمحاولة اعتداء على سمو الأمير محمد بن نايف، لكن ما تدمر لم يكن إلا وسائل العدوان الإجرامية.. أسس المرحوم رجل الأمن البارع في تاريخنا الأمير نايف بن عبدالعزيز الوجود الصارم والموضوعي لوزارته، ونزداد اطمئناناً عندما يتواصل فكر الوعي والكفاءة بوجود الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - وزاده بما هو عليه من تميزات..