يوسف القبلان
جهود ضخمة وخدمات متنوعة تقدمها كافة أجهزة الدولة في موسم الحج لتسهيل أداء المسلمين لفريضة الحج وتأمين سلامتهم من خلال تقديم الخدمات ووضع التنظيمات والإجراءات اللازمة لإدارة الحشود.
تلك الجهود التي تبدأ بخطط على الورق وحين تنتقل إلى الميدان فإنها قد تواجه بعض العقبات والمفاجآت والقصور في الأداء البشري. وقد ينتج عن ذلك أخطاء تعيق حركة الحجاج أو تعرضهم للخطر.
كل القطاعات هدفها خدمة ضيوف الرحمن ولابد ان هناك تنسيقاً بين تلك القطاعات وهي تعمل في إطار لجنة الحج العليا، ولكن لكل قطاع مسؤولياته المحددة فالنظافة مثلا هي احدى الملاحظات التي سمعناها هذا العام من بعض الحجاج وهذا جانب مهم وضار بالصحة إلى جانب تأثيره السلبي على صورة الحج وسمعة المملكة.. وهذه القضية لم تحدث فجأة فهي حالة سنوية ولايوجد مبرر مقبول للقصور في رفع مستوى النظافة ولابد من محاسبة الشركة المسؤولة عن هذه القضية.
الملاحظة الأخرى هي وجود مليون ونصف المليون حاج يحملون صفة (حاج غير نظامي) فمن هو المسؤول عن هذا الخلل وهل حددنا سبب هذه المشكلة وكيف نمنع تكرارها في المستقبل؟
يضاف إلى ماسبق مشكلة القطار التي لم تتضح أسبابها حتى الآن بشكل دقيق أو لنقل ليس هناك إجماع على أسبابها وإنما إجماع على حدوثها.
ألا يستدعي ما سبق من ملاحظات أهمية التقييم الشامل المقنن الذي يوكل إلى جهة علمية مستقلة لإعداد تقرير موضوعي يغطي كافة الجوانب والخدمات المرتبطة بالحج بشكل مباشر أو غير مباشر، وتقديم الحلول العملية وآليات التنفيذ؟
إن التقييم الشامل يجب أن يكون عملية مستمرة، واذا كانت بعض القطاعات تقيّم أداءها فإن التقييم المقترح هو تقييم يشمل كافة القطاعات الخدمات كما يشمل الجوانب الإدارية مثل التنسيق والمتابعة وبرامج التوعية والمعلومات الإرشادية، ووسائل النقل .. الخ.
ولنأخذ على سبيل المثال قضية حملات الحج فقد تواردت ملاحظات كثيرة هذا العام على هذه الحملات من حيث اسعارها، وخدماتها، إلى درجة ان بعض الحملات كانت مقصرة في توفير خدمات أساسية مثل الماء والتكييف، والتغذية الجيدة، إضافة إلى أن بعض الحملات غير مرخصة.
صوت الحاج يسأل عن المراقبة والمحاسبة ووضع معايير قوية للتراخيص للحملات.
نستطيع أن نقول إن الحج ناجح ولكن اذا قلنا إن الحج ناجح بكل المقاييس فهل معنى ذلك أن نتوقف عن التطوير؟
نعم هناك نجاح ولكن هناك جوانب لاتزال بحاجة الى تطوير ونقلة نوعية في مستوى الأداء، وتقديم الخدمات والتنظيم، ومستوى النظافة، ومستوى النقل، ومستوى الحملات .. إلخ.
ننتظر دراسة تقييم علمية شاملة لكافة جوانب الحج.. والتقييم هو شعار الناجحين الواثقين الباحثين عن الأفضل بصفة مستمرة..
موضوع: تقييم إدارة الحج 
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 5:46 pm
