•• لا يوجد بلد في هذا العالم كله.. تغمره الروحانية.. وتظلله الأجواء الإيمانية العظيمة.. كما هو حال بلدنا هذا..
•• فنحن بلد الطهر والقداسة..
•• ونحن مجتمع القيم والفضائل التي لا تعد ولا تحصى..
•• نحن بلد الإسلام الأول.. ومهبط الوحي.. ومنطلق الرسالة الإيمانية العظيمة..
•• ونحن بلد التاريخ.. وموطن الصفاء والنقاء.. والانتماء الذي لا حدود ولا نهاية له.. بلد خصه الله بأن تكون له هذه المكانة.. وذلك التميز الذي يحسدنا عليه الكثيرون..
•• وما شهر رمضان المبارك.. إلا بعض ملامح هذه الطهارة.. وذلك التوهج الإيماني الخالص الذي يشع في أرجاء النفس..
•• فهل نحن مدركون لأهمية.. وعظمة.. وروعة هذا الوطن.. وطهارته؟
•• أسأل وأنا أدرك أن هناك من يسيئون إليه.. ويشوهون صورته.. ويخطئون بحقه كثيرا..
•• فالفساد ليس من خصائص وطبائع المجتمعات النقية والطاهرة.. ومع ذلك فإن الكثير من صوره البشعة تبرز أمامنا.. وفي أكثر من شكل..
•• وبعض مظاهر التشدد.. تبرز هي الأخرى في أكثر من منحى من مناحي الحياة.. لتعطي صورة مغايرة تماما.. لسماحة العقيدة الإسلامية العظيمة.. ومنهجها الفكري.. وأدواتها ووسائلها المتصفة بالسمو وبالرقي.. وبالتدين الحق.. وليس بالتشدد الكريه وغير المقبول..
•• كما أن تفشي بعض صور الجريمة يبدو وكأنه أحد ملامح تلوث مجتمعنا.. ولا سيما بعد أن انتشرت بصورة مخيفة حتى بين صغار أبنائنا.. وداخل وخارج بيوتنا.. وكأننا أصبحنا مرتعا لبعض الممارسات الشاذة والخطرة على الوطن والإنسان..
•• فإذا أضيف إلى ذلك «اشتمام» بعض النعرات المذهبية والقبلية.. والمناطقية.. إلى قائمة المثالب.. والأخطاء.. والانحرافات السابقة.. فإن الإنسان فينا لا بد وأن يصاب بالهلع والذعر.. لأنه يجد نفسه.. في وطن.. هو غير وطن القداسة والطهر.. وطن المحبة والوفاء.. والمواطنة الصالحة.. الوطن القدوة الذي لا يصدر عنه إلا كل ما هو خير..
•• أقول هذا ونحن نعيش شهر رمضان المبارك.. شهر العبادة.. والصلاح.. والعودة إلى الله.. والخلاص من المعاصي.. والتطهر من كل صور الخطيئة وأشكالها.. أملا في أن نصحح كل مظاهر الخلل.. والزلل فينا.. وأن نحافظ على وطننا.. وأن نرتفع إلى المستوى الذي شرفه الله به.. وجعله قبلة للمسلمين في كل مكان.. وفضلنا بذلك على العالمين.. وجعلنا خداما له.. وحرسا أمناء عليه.. لأن وطنا كالذي نعيش فيه حري بأن نصونه.. ونحميه.. ونبتعد به عن كل صور الانحطاط.. والتأزم.. التي تعيشها مجتمعات أخرى لا تملك بعض ما هو متاح لوطننا.. وبعض ما وهبه الله لنا في رحابه..
[•• لا خير في أمة.. لا تعرف قيمة أوطانها.. ولا تستمد قوتها من قيمها وثوابتها الأساسية بوعي كامل..]
د. هاشم عبده هاشـم
نقلا عن صحيفة عكاظ