عالية الشلهوب
5 مليارات ريال إجمالي ايرادات نظام ساهر لرصد المخالفات المرورية في عام 2011م وهي أعلى ايرادات حققها النظام منذ تأسيسه قبل سنوات وبالتاكيد بعد توسع تطبيقه في عدد من المناطق ولكن هذا يؤكد أننا نعيش أزمة فكرية توعوية نظامية خانقة لم تنفع معها قسوة مبالغ المخالفات والتي كانت مثار حديث الناس وتذمر الكثيرين من ارتفاعها بل انها استقطعت جزءا كبيرا من دخل بعض المواطنين الذين للاسف الشديد يعتبرون مخالفين للنظام حتى وإن كانوا من محدودي الدخل ولكن مخالفة النظام منهم يضعف بل يحد من التعاطف معهم في هذه القضية لأن احترام النظام قضية جوهرية يجب ألا تمس ولا تناقش كنت ولا أزال وسأستمر مع الحزم في تطبيق الأنظمة جميعها وإن أردنا أن نتطور فلا بد لنا أن نبدأ باحترامنا والتزامنا بالأنظمة وما نشاهده في دول العالم الخارجي من انضباط واحترام شديد للنظام خاصة المروري ونحن نتحدث عنه أمر يدعو للدهشة والغرابة فعلاً فالجميع بلا استثناء ملتزمون بالنظام بشكل لا يوصف بينما عندنا لدينا العجب العجاب فلا احترام ولا التزام بل استهتار فاضح للنظام وهذا ما جعل هذه الايرادات تنمو وتتزايد وكأن الحال يقول مصائب قوم عند قوم فوائد! لتلك الشركات ومن حولها التي تدير النظام! فإذا كان نظام ساهر يحرر يوميا 24 ألف مخالفة! فكيف نتخلص من هذه الأزمة التي أودت بحياة 30 ألف شخص وإصابة 177 ألف شخص في حوالي 2 مليون حادث مروري في خمس سنوات حسب تقرير إدارة المرور؟ في رأيي أنه بغض النظر عن تلك النسبة 20 % التي تستقطع من الايراد للشركة المشغلة للنظام وبقية الدخل يورد في نظام سداد لوزارة المالية أي حوالي 4 مليارات ريال سنوياً فإن الواجب تخصيص جزء من هذا المبلغ لبرنامج وطني توعوعي وارشادي اعلامي لتثقيف المواطن باحترام الأنظمة فهي الطريقة المثلى فكرياً وليس مادياً مع بقاء تلك الصرامة في التجاوزات المرورية بسحب الرخصة وإيقاف السائق عن القيادة بدلاً من إيقاف والتأثير على دخله بمبالغ طائلة والجزء الآخر يخصص للطرق وتوسعتها وتنظيمها بلا من هذه الازدحامات التي لا عادت تطاق واضحت مؤثراً سلبيا على مؤشر الراحة والمعيشة في المدن وألا يكون هدف ساهر هو المادة بل الحماية واحترام النظام بالطرق الشرعية والمجدية فقد أمضيانا تجربة ولم نجن مصلحتها الاجتماعية المرجوة فلا يكون ساهر حافزا آخر وضع لهدف ولم يحقق الهدف